من اقوال الصحافة
المقالات
“ترامب غير قادر على إحلال السلام في الشرق الأوسط” – مقال في فايننشال تايمز

bbc
تتناول جولة الصحافة لهذا اليوم، مقالاً يشير إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، “غير قادر” على إحلال السلام في الشرق الأوسط، وآخر يتحدث عن عملية استخباراتية مرتبطة بقطر تستهدف امرأة تتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بـ “الاعتداء الجنسي”، إضافة إلى دعوة إلى التعامل بـ “حذر” مع تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النووية.
ففي صحيفة فايننشال تايمز، رأت الكاتبة كيم غطاس، أن السلام عمّ الشرق الأوسط في مخيلة ترامب، فـ “كل شيء على ما يرام لأول مرة منذ 3000 عام“.
وقالت الكاتبة “في عالم ترامب لا شيء هشّ بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والجميع يريد الانضمام إلى قطار السلام لأن أموراً عظيمة تحدث” مقتبسة تصريحات للرئيس الأمريكي، مشيرة، وفقاً لوجهة نظر الزعيم الجمهوري، إلى أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية “ستصبحان صديقتين قريباً، وإيران استسلمت“.
ورأت أن الرئيس الأمريكي “يحاول تجسيد شرق أوسط مختلف من خلال التأكيدات، على أمل أن يحقق ذلك بمجرد التحدث عنه“.
لكن الكتابة قالت إن الواقع على الأرض “أقل بهجة”، متحدثة عن “توترات متصاعدة” مع “ضربات إسرائيلية شبه يومية توقع عشرات القتلى في غزة ولبنان“.
ومنذ وقف إطلاق النار في لبنان قبل عام، شنت إسرائيل أكثر من 500 غارة على جنوب لبنان وسهل البقاع، ما أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص تقول إسرائيل إنهم عناصر في حزب الله، وفقاً للكاتبة اللبنانية، التي نقلت عن الأمم المتحدة قولها إن 103 من الضحايا هم مدنيون.
ولم يعد أكثر من 80 ألف لبناني إلى ديارهم في جنوب البلاد، بينما لا يزال نحو 30 ألفاً من سكان شمال إسرائيل نازحين، على ما ذكرت الكاتبة.
وفي غزة قتل ما لا يقل عن 236 فلسطينياً في غارات إسرائيلية، وذلك من بدء وقف إطلاق النار الذي “فرضه ترامب بالأساس” على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب الكاتبة.
لكن الكاتبة رأت أن الوضع في غزة حالياً “أفضل من حرب شاملة”، إذ أطلق سراح الرهائن الإسرائيليين وعاد نازحون فلسطينيون إلى منازلهم في غزة، وبدأت تتدفق بعض المساعدات.
غير أنها قالت إن إعادة الإعمار وتحقيق السلام في غزة “لا يزال أمراً بعيد المنال”، لافتة إلى أن “قوة حفظ السلام التي أعلن عنها ترامب كجزء من خطته المؤلّفة من عشرين نقطة لغزة لا تزال مشروعاً غامضاً” على حد وصفها.
وأضافت أن “معظم الدول” التي قال ترامب إنها ستشارك في قوة الاستقرار الدولية كقطر أو باكستان لم تعلن عن التزامها بعد، فيما أكدت إندونيسيا التزامها.
وفي سياق السلام في الشرق الأوسط، تحدثت الكاتبة عن “عدم انسجام” كبير بين ما يعتقد ترامب أنه يحققه والواقع.
فالرئيس الأمريكي يصر على أن السعودية “ستنضم” إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، وهي عملية أفضت إلى توقيع اتفاقيات تطبيع علاقات بين إسرائيل ودول عربية.
وفي المقابل، تقول الرياض إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون إحراز تقدم ملموس نحو إقامة دولة فلسطينية.
ما علاقة قطر بعملية استخباراتية تستهدف امرأة تعمل في المحكمة الجنائية الدولية؟

مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً حصرياً، كشفت فيه عن عملية استخباراتية مرتبطة بقطر استهدفت امرأة تتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بـ “الاعتداء الجنسي“.
وقالت الصحيفة إن المرأة، التي تعمل في المحكمة، استُهدفت من قبل شركات استخبارات خاصة كـ “جزء من عملية سرية” في خطوة جرت “نيابة عن قطر” وفقاً للصحيفة.
وسعت شركة استخبارية للحصول على “تفاصيل جواز سفر المرأة ومعلومات حسّاسة أخرى، بينها معلومات عن طفلها”، بحسب الصحيفة التي استندت إلى وثائق مسربة اطلعت عليها وأشخاص على الاطلاع بالعملية.
وبحسب الصحيفة، فإن “الهدف الرئيسي لشركات الاستخبارات هو العثور على أدلة يمكن استخدامها لتقويض مصداقية المرأة، والاتهامات التي وجهتها لخان“.
ونفى خان، وهو محام بريطاني بارز، هذه المزاعم، وقال مقربون منه إن هذه الادعاءات “جزء من حملة تشهير مدعومة من إسرائيل، رداً على قراره في عام 2024 باستصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو”، على ما ذكرت الصحيفة.
وقادت عملية الاستخباراتية الخاصة، شركة هايغيت، وهي شركة سرية مقرها لندن، وتصف الشركة نفسها بأنها “شركة استشارية استراتيجية” تقدم المشورة لكبار المسؤولين التنفيذيين والقادة السياسيين لإدارة “القضايا عالية المخاطر“.
واستعانت الشركة، وفق الصحيفة، بشركة أخرى على الأقل، سعياً لإثبات وجود صلات بين المرأة وإسرائيل، لكن الصحيفة قالت إنه “لم يتم العثور على أي دليل من هذا القبيل“.
ونقلت الصحيفة عن مطلعين على أنشطة شركات الاستخبارات الخاصة قولهم إن هذه العملية “تمت بتكليف من وحدة دبلوماسية رفيعة المستوى داخل دولة قطر“.
وقالت المرأة للغارديان إن “فكرة أن شركات استخبارات خاصة تلقّت تعليمات باستهدافي تبدو غير مفهومة بقدر ما هي مفجعة“.
وفي المقابل، أكدت شركة هايغيت عملها في عملية مرتبطة بالمحكمة الجنائية الدولية، لكنها قالت إنها “لم تتخذ أي إجراء ضد أي فرد”، نافية أن تكون العملية مُوّلت أو كُلِّفت من “حكومة قطر“.
وقالت الغادريان إنها لم تعثر على أي دليل يشير إلى تورط خان في العملية، علماً بأن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية توقف عن ممارسة مهامه مؤقتاً استناداً لتحقيق يجريه محققون في الأمم المتحدة.
لكن الصحيفة تحدثت عن لقاء جمع ممثلين عن خان مع شركة هايغيت، ما أثار تساؤلات بشأن هدف الاجتماع.
وتتهم المرأة، وهي محامية في الثلاثينات من العمر وتعمل تحت إمرة المدعي العام، تتهم، خان، بـ “سلوك جنسي قسري وإساءة استخدام السلطة”، وتقول إن الحوادث المزعومة جرت في غرف فنادق خلال رحلات عمل وفي مكتبه داخل المحكمة، وحتى في منزله.
“سباق التسلح النووي يعود من جديد“

جانب من إجراء روسيا تجارب لأسلحة في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2025
وفي صحيفة واشنطن بوست، كتب سيرهي بلوخي مقالاً بعنوان “تهديدات بوتين النووية تتطلب رداً حذراً“.
يشير الكاتب إلى أنه بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، نجاح اختبار صاروخ كروز يُدعى “بوريفيستنيك” والطوربيد “بوسيدون” المسير، وكلا السلاحان يعملان بالطاقة النووية، رد ترامب بإعلان استئناف التجارب النووية الأمريكية.
ورغم أن الكاتب تحدث عن غموض بشأن ما إذا كانت أسلحة بوتين فعالة حقاً، وما المغزى من إعلان ترامب، إلا أنه قال إن “سباق التسلح النووي والابتزاز النووي وسياسة حافة الهاوية النووية عادوا بشكل لم نشهده منذ نهاية الحرب الباردة، أو بالتحديد منذ نهاية الخمسينات وبداية الستينات“.
واستشهد الكاتب بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
وقال الكاتب إن تهديدات الزعيم السوفيتي آنذاك، نيكيتا خروتشوف، باستخدام أسلحة نووية خلال أزمة السويس عام 1956 “تجعل التفاخر النووي الذي يقوم به بوتين اليوم يبدو معتدلاً”، على حد تعبيره.
وأشار إلى أنه في غياب “رادع من إدارتين أمريكيتين متتاليتين، أدت تهديدات وخداع خروتشوف في النهاية إلى قراره بنقل الأسلحة النووية والصواريخ القادرة على إيصالها إلى كوبا
وفي المقابل، “لم يخف جون كينيدي (الرئيس الأمريكي السابق) عن خروشوف قلقه العميق إزاء احتمال اندلاع حرب نووية، ونتيجة لذلك، واجه العالم أخطر أزمة نووية خلال الحرب الباردة برمتها”، وفق الكاتب.
وأشار الكاتب إلى “إنهاء كينيدي لمغامرة خروتشوف في كوبا وابتزازه النووي من خلال الوقوف بحزم، مع اتخاذ خطوات أقل تصادمية لحل الأزمة: عزل بحري للجزيرة، وموافقته النهائية على سحب الصواريخ الأمريكية من تركيا“.
وقال “بمجرد أن أظهر كينيدي تصميمه على مواجهة خروتشوف وسحب الصواريخ السوفيتية من كوبا، توقفت التهديدات النووية والابتزاز القادم من موسكو“.
ورأى الكاتب أنه “لتجنب الانزلاق إلى حرب نووية، كان على كل جانب أن يخشى الآخر بنفس القدر“.
وأشار الكاتب إلى أن العصر النووي، الذي يفترض أنه انتهى بعد انتهاء الحرب الباردة، “لم ينته أبداً” وبدأ سباق التسلح النووي منذ أكثر من عقدين، مع إعلان جورج دبليو بوش الانسحاب من معاهدة الصواريخ الباليستية المضادة، ما فتح الباب أمام تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، وأدى في النهاية إلى بناء “القبة الذهبية” التي أمر ترامب بتشييدها في يناير/ كانون الثاني.
ورغم الادعاءات الروسية بأن صاروخ بوريفيستنيك سيجعل أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية قديمة، إلا أن الكاتب قال إن الطرف الأكثر نشاطاً في هذا السباق هو الصين. وعلى الرغم من أن بكين قوة اقتصادية عظمى، إلا أنها تظل قوة نووية “متوسطة”، وفقاً للكاتب.
كيف اصبح ممداني عمدة لنيويورك وماهو دور الامارات في الحرب السودانية

في جولة الصحف نستعرض أبرز ما تناوله كتّاب الرأي من موضوعات من بينها صحيفة “إندبندنت” ومقال عن كيف أصبح فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيوريورك بمثابة مأزق كبير يواجه الحزب الديمقراطي في تحديه أمام ترامب، كما دعت صحيفة “التلغراف” الحكومة البريطانية إلى التصدي للدور الإماراتي المزعوم في تمويل قوات الدعم السريع في السودان لوقف إراقة الدماء التي خرجت عن نطاق الوصف، أما صحيفة “واشنطن بوست” فتحدثت عن إعادة التفكير في خطة بيل غيتس بشأن تغير المناخ ووصفتها بـ “هدية للعالم“.
نبدأ جولتنا بمقال رأي نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية للكاتبة ماري ديفيسكي بعنوان “فوز زهران ممداني ترك حزبه في موقف صعب بحجم التحديات التي تواجهه أمام ترامب” والذي تدعو فيه الكاتبة الحزب الديمقراطي، رغم نشوة الانتصار، إلى التحلي بالحذر حتى لا يختاروا مرشحاً غير مناسب عند الاستعداد لخوض سباق الانتخابات الرئاسية القادمة للبيت الأبيض.
وتقول الكاتبة إن اسم ممداني كُتب في سجلات التاريخ، فهو أصغر من تولى منصب عمدة نيويورك خلال ما يزيد على قرن، وأول مسلم يتبوأ هذا المنصب في مدينة كانت الموقع الأشد تضرراً بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية التي نفذها إسلاميون، كما ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، ويصف نفسه بأنه “ديمقراطي اشتراكي”، ويتبنّى أجندة سياسية يسارية، يسارية وفق المعايير الأمريكية أكثر من الأوروبية، في مدينة تُعد رمزاً عالمياً للمال والأعمال.
وتلفت الكاتبة إلى أنه أعلن بوضوح في خطاب الفوز، أن الظروف قد تكون مهيأة لمواجهة أكبر، ليست بين سياسيَّين بارعَين في التواصل ويتمتعان بدعم شعبوي، مثل ممداني ورئيس الولايات المتحدة نفسه، بل أيضاً بين العاصمة السياسية للبلاد وعاصمتها المالية، لا سيما وأن ممداني رسّخ هذا التصور في خطابه حين قال إنه واثق بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يستمع، ودعاه إلى “رفع مستوى الصوت“.
وترى الكاتبة أنه إذا جُمعت كل عوامل نجاح ممداني، فإنها تُقدّم للديمقراطيين وصفة رائعة لتجديد الحزب قبل انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، والانتخابات الرئاسية بعد ثلاث سنوات، كما تزداد أهمية هذا الانتصار في نهاية عام بدا فيه الحزب الديمقراطي عاجزاً، ويفتقر إلى الإرادة والأفكار اللازمة لمواجهة ترامب بجدية في ولايته الثانية.

عمدة مدينة نيويورك المنتخب زهران ممداني (يمين) ووالدته ميرا ناير (يسار) يلوحان للحشد خلال حفل ليلة الانتخابات
وتضيف أنه رغم وجود تيار تقليدي في الحزب يمكن ملاحظته، تظل هناك تساؤلات حول مدى إمكانية أو جدوى تحويل فوز ممداني إلى نموذج شامل لفوز الحزب الديمقراطي مستقبلاً.
وتقول الكاتبة إن سن ممداني، 34 عاماً، ربما مثّل ميزة لا عائقاً لدى الناخبين في نيويورك، وهم أصغر سناً مقارنة بالناخبين في بقية الولايات، فتلك الفئة العمرية للناخبين في نيويورك تشكل ما يزيد على ربع سكان المدينة، التي تُصبح فيها قضية القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة، وهي محور حملة ممداني التي تتضمن أيضاً رعاية مجانية للأطفال، والانتقال المجاني بالحافلات، وتجميداً للإيجارات الخاضعة للرقابة، ذات أهمية بالغة.
والرسالة الموجهة إلى الحزب الديمقراطي، بحسب رأي الكاتبة، قد تكمن في أن المطلوب حالياً ليس استقطاب الشباب لذاتهم، بل تفادي الظهور بمظهر المتحجر الملتصق بالماضي، والبحث عن أفكار جديدة، لذا قد يشير فوز الديمقراطيين في انتخاب حكام الولايات إلى بداية تحول سياسي محتمل في الولايات المتحدة، حيث يبحث الناخبون عن وسيلة لمواجهة ترامب وأيديولوجيته، في ظل دخوله السنة الثانية من ولايته. ومع ذلك، قد تكون المهمة أمام الديمقراطيين أكثر تعقيداً من مجرد استعادة الثقة لمعارضة تيار ترامب.
وتقول الكاتبة إنه بالنسبة لجزء من الناخبين، كانت مصداقية ممداني وثباته السياسي وفهمه للناس العاديين واهتماماتهم، بالإضافة إلى قدرته على التواصل مع جميع فئات المجتمع، سبباً رئيسياً لاختيارهم له، ومن هذا المنطلق، يحتاج الحزب الديمقراطي إلى شخصيات جذابة وعدد أكبر من الحملات الانتخابية المؤثرة وبسرعة.
كما تلفت الكاتبة إلى أن ممداني يواجه اختباراً بالغ الأهمية أيضاً، فالعديد من الوعود التي قدمها ليست بقدرته وحده أن يحققها، حتى بصفته عمدة نيويورك، إذ سيحتاج إلى موارد وتعاون الولاية والمؤسسات الأخرى، فضلاً عن ذلك لم يكن ترامب يمزح عندما هدّد بتقليص التمويل الفيدرالي لمدينة نيويورك إلى الحد الأدنى في حال انتخاب ممداني.
ولكي ينجح ممداني، ليس فقط كعمدة، بل كنموذج محتمل لمستقبل الحزب الديمقراطي، يجب عليه أن يُثبت سريعاً، على الأقل، قابلية سياساته للتنفيذ، لا سيما وأن بعض الأكاديميين سخروا من إحدى الركائز الأساسية لبرنامجه، وهو اقتراح خفض تكلفة المعيشة عبر افتتاح متاجر حكومية، معتبرين أنه يغفل المبادئ الاقتصادية الأساسية.
وختاماً ترى الكاتبة، ماري ديفيسكي، أنه في حال فشل في تنفيذ العناصر الجوهرية لبرنامجه لأي سبب كان، فسوف يؤيد بذلك موقف العديد من الديمقراطيين التقليديين الذين يرون أن برنامجه “انحراف يساري” مفرط، ويعيد الحزب إلى مساره المألوف.
“هل تموّل الإمارات الصراع الدائر في السودان؟“

التعليق على الصورة،سودانية تحمل لافتة “أنقذوا الفاشر” خلال احتجاج منظم، في مدينة القضارف شرقي السودان، ضد “انتهاكات” ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق أهالي الفاشر.
التعليق على الصورة،سودانية تحمل لافتة “أنقذوا الفاشر” خلال احتجاج منظم، في مدينة القضارف شرقي السودان، ضد “انتهاكات” ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق أهالي الفاشر.
ننتقل إلى صحيفة “التلغراف” البريطانية ومقال رأي لهيئة التحرير بعنوان “يتعين على بريطانيا أن تكشف موقفها بشأن السودان”، وتستهل الصحيفة مقالها بدعوة الحكومة البريطانية إلى التصدي للدور المزعوم للإمارات في تمويل الصراع الدامي في السودان.
ويلفت المقال إلى أن المشاهد الدموية في السودان تكاد تكون خارجة عن نطاق الوصف، بالنظر إلى إراقة دماء المدنيين القتلى في الفاشر التي تبدو واضحة، لا سيما وأن الجهة المسؤولة، التي يُرجح أنها قوات الدعم السريع، أنهت حصاراً دام 18 شهراً لما وصفه باحثو جامعة ييل بأنه “عملية منظمة ومقصودة للتطهير العرقي” ضد “المجتمعات غير العربية“.
كما أظهرت أبحاث الجامعة، بحسب مقال التلغراف، أن عمليات القتل منتشرة بشكل واسع ومتكررة، بما قد يجعل حصيلة الضحايا خلال أسبوع واحد تتجاوز عدد القتلى المعلن عنه في حرب غزة التي استمرت عامين.
وترى الصحيفة أنه من المفترض أن تحظى هذه الفظائع بالإدانة والتدخل، وعلى الرغم من ذلك، ففي بريطانيا، لا تزال غزة محور اهتمام اليسار، بينما يُترك السودان ليواجه مصيره بنفسها، ففي حين زارت كل من إيفيت كوبر، وزيرة الخارجية البريطانية، وراشيل ريفز، وزيرة الخزانة البريطانية، دول الخليج مؤخراً، اقتصر مجموع تدخلاتهما الفعلية على إعلان صغير بشأن مساعدات، دون دعم بريطانيا لإجراءات قد توقف إراقة الدماء.
وتقول الصحيفة إن الدور المزعوم لدولة الإمارات في تسليح قوات الدعم السريع يستحق اهتماماً خاصاً، ورغم نفي الإمارات أي تورط في الصراع الدائر في السودان، فإن الأدلة الغالبة تشير إلى أن موارد الإمارات تمكّن من استمرار أعمال القتال، وتستشهد الصحيفة بمقولة للسياسي البريطاني إيان دنكان سميث وهي أن الرغبة في جذب الاستثمارات لا ينبغي أن تكون على حساب حماية أرواح المدنيين الأبرياء.
وتختتم الصحيفة مقالها بالدعوة إلى ضرورة ممارسة ضغط بريطاني على الإمارات عبر جميع القنوات المتاحة، إذ إن السماح باستمرار المجازر دون تدخل سيكون أمراً لا يُحتمل.
“هدية للعالم“

دعا بيل غيتس إلى إعادة تقييم أهمية تغيّر المناخ بالمقارنة بالاستثمارات المحتملة الأخرى.
نختتم جولتنا بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ومقال رأي كتبه جورج إف ويل بعنوان “إعادة تفكير بيل غيتس في المناخ هدية للعالم”، ويستهله الكاتب بالإشارة إلى أن غيتس دعا، في منشور على الإنترنت، إلى إعادة تقييم أهمية تغيّر المناخ بالمقارنة بالاستثمارات المحتملة الأخرى لموارد المجتمع المحدودة من وقت واهتمام ومال، خصوصاً مقارنةً بما يمكننا عمله بالفعل، مثل تصنيع وتوزيع اللقاحات الفعّالة.
ويرى الكاتب أن حجّة غيتس تظل صالحة، حتى لو غاب عنها السبب الجزئي الذي دفعه لذلك، وهو خفض إدارة ترامب المساعدات الإنسانية الخارجية، وخاصة مكافحة الأمراض المعدية، بالإضافة إلى تعيين شخص معادٍ لتوزيع اللقاحات وزيراً للصحة والخدمات الإنسانية.
ولا شك أن الغازات الدفيئة الناتجة عن أنشطة ما يزيد على 8 مليارات شخص تغيّر مناخ الأرض، أما مدى هذا التغيير، وسرعته، ومدة تأثيره، ونتائجه (بعضها قد يكون مفيداً، مثل زيادة الغطاء النباتي) فهي أمور غير معروفة.
ويقول الكاتب إنه ليس من الحكمة ولا من الأمانة التضحية بالضعفاء على مذابح أقامها الأغنياء، مضيفاً إلى أن غيتس أشار، دون ذكر اسم الدولة، إلى دولة منخفضة الدخل قامت حكومتها، وهي تندفع وراء موجة خفض الانبعاثات التي تقودها الدول المتقدمة، بحظر الأسمدة الصناعية، وقال غيتس إن ذلك أدى إلى “تراجع محاصيل المزارعين بشكل كبير، وتراجع توافر الغذاء، وارتفاع الأسعار بشدة“.
ويلفت الكاتب إلى أن التقدم في كافة المجالات يعتمد على صحة أفضل ونمو اقتصادي مستدام، ونظراً لمشاركة غيتس البارزة في الاستجابة بشأن تأثير الإنسان على بيئته، فإن إعادة تفكير غيتس تُعد أمراً جديراً بالإعجاب، فقد قدم لنا مثالاً نادراً في عصر المثقفين المغرمين بالأيديولوجيات، كما قدم لنا مثالاً على المسؤولية الفكرية، وربما يدفع هذا النقاش بشأن المناخ، بعيداً عن المبالغة في أهداف خيالية مثل “صافي صفر” انبعاثات غازية، إلى تبني منهجية أكثر نفعاً، وتحقيق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد ممكن من الناس.
ويختتم الكاتب جورج إف ويل مقاله مشيراً إلى أنه إذا تحقق ذلك، فسيكون غيتس قد ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح على أرض الواقع، خاصة الشباب، بدلاً من مليارات الأرواح الافتراضيين التي يُفترض أنها معرضة للخطر بسبب ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 2 أو 3 درجات مئوية (مقارنة بمستوى ما قبل الصناعة) بحلول عام 2100، لا سيما وأن تقديرات تشير إلى أن هذا الاحترار قد يؤدي إلى انخفاض بنسبة 2 في المئة للناتج المحلي الإجمالي العالمي المتوقع في 2100، وهذه الخسارة في الثروة إن كانت ليست بالهينة، إلا أنها لا تشكل تهديداً “وجودياً” للبشرية.
