Skip links

إسرائيل مهتمة بإنهاء مرحلة الأسرى أولاً وبسرعة

تقارير

تستعد إسرائيل لمفاوضات سريعة وخاطفة في القاهرة يشارك فيها الأميركيون والوسطاء وحركة “حماس” بهدف حسم المرحلة الأولى المتعلقة بتبادل الأسرى، على أن تناقش التفاصيل الأخرى في خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في مراحل لاحقة.

وتتوقع إسرائيل جولة مفاوضات سريعة تنتهي بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين خلال أيام قليلة فقط، بعد بدء المفاوضات في القاهرة الأحد أو الاثنين.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار لوسائل إعلام إسرائيلية مختلفة، إن التقديرات تشير إلى عودة جميع المحتجزين خلال أيام، واستعداداً لذلك بدأت الجهات الأمنية في إسرائيل تضع فعلاً قوائم للأسرى الفلسطينيين، الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل المحتجزين الإسرائيليين، كما بدأت برسم خرائط الانسحاب الإسرائيلي وفق خطة ترمب.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ”القناة 12” الإسرائيلية: “إن الوفود ستجتمع في مصر الأحد أو الاثنين لمناقشة التفاصيل الفنية: كم ساعة سيستغرق الإفراج؟ والفترة الزمنية اللازمة للبحث عن الجثث وانتشالها من أماكنها؟ وستنضم حماس في فترة زمنية نحددها”. وأضاف: “التقديرات تشير إلى إمكانية إعادة الرهائن خلال أيام قليلة”.

ويفترض أن ينضم مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المفاوضات في مصر، لتأكيد جدية المحادثات والتزام جميع الأطراف بهذه الخطوة.

وقالت القناة “13” الإسرائيلية، إنه (ويتكوف) سيتوجه إلى القاهرة برفقة صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر.

دخان بعد انفجار في غزة السبت (رويترز)

ويأتي وصول ويتكوف بعد محادثات أميركية – إسرائيلية. وأعربت إسرائيل للأميركيين عن استعدادها لوقف العملية من أجل إجراء مفاوضات من شأنها أن تسمح بعودة المحتجزين، وأبدت مرونة فيما يتعلق بموعد إطلاق سراح الرهائن، باعتبار أن 72 ساعة قد لا تكون إطاراً زمنياً واقعياً، لكن يجب إطلاق سراح المحتجزين مرة واحدة.

وأكد مسؤولون آخرون لموقع “واللا” أن مفاوضات القاهرة “فنية” وتستهدف قضية “المحتجزين”.

وقال مسؤول سياسي كبير لموقع “والا” إن الاهتمام الآن يتركز على المرحلة الأولى من الاتفاق، موضحاً: “لقد قبلت إسرائيل الخطوط العريضة، وقبلت (حماس) الخطوط العريضة، فيما يتعلق بالمرحلة الأولى. هذا نجاح باهر لإسرائيل. إسرائيل لا تُغادر غزة، بل انسحاب تكتيكي داخل القطاع، كما يظهر على خريطة خطة ترمب، الخط الأصفر”. وأضاف: “سنأخذ جميع الرهائن ولن نُغادر غزة. وستُستكمل المفاوضات خلال أيام”.

ويفترض أن يصل الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، الأحد، وسيرأسه هذه المرة وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ما يعني أن نتنياهو قرر إرسال وفد رفيع لإنهاء المسألة.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلي “كان” أن ديرمر سيرأس الوفد الذي سيتشكل أيضاً من مسؤول كبير في جهاز الأمن العام (الشاباك)، وغال هيرش، رئيس هيئة الأسرى والمفقودين.

وقال المسؤول الإسرائيلي لموقع “واللا” إن “الهدف هو استغلال فرصة موافقة (حماس) على المرحلة الأولى، أي إطلاق سراح جميع الرهائن. ونظراً لمستوى هذا الفريق الرفيع، فمن المتوقع أن يستمر هذا الحدث لبضعة أيام فقط”.

وأعطى مسؤولون إسرائيليون تصريحات مشابهة لجميع وسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى، مفادها أن إسرائيل تستعد لاستئناف المحادثات مع الوسطاء في مصر من أجل إطلاق سراح الرهائن، وقد بدأت بالفعل العمل على خرائط الانسحاب وهويات الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وقالت مصادر للقناة “13”: “الأمر مسألة أيام قليلة حتى يتم اتخاذ القرار، البدء في إطلاق سراح الرهائن، أو العودة إلى القتال المكثف”.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يتحدث مع جاريد كوشنر (أرشيفية – أ.ف.ب)

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن المفاوضات ستبدأ الاحد، وفي هذه الأثناء، يتولى المصريون التفاصيل واللوجيستيات، بينما يتولى الأميركيون هيكلية المفاوضات ويضغطون على الجميع. وبحسب الصحيفة: “تحاول الولايات المتحدة حسم الأمور مسبقاً في ضوء دروس الماضي، ويعود ذلك جزئياً إلى مخاوفها من انغماس فرق التفاوض في جدل”.

وجاء قرار إسرائيل إرسال وفد رفيع بعد مشاورات جرت على أعلى المستويات ومحادثات مع الأميركيين. وقالت “يديعوت أحرونوت” إن نتنياهو أجرى مشاورات طارئة مع وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، والوزير رون ديرمر، ولم يشرك الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير في المشاورات.

وتحدث مسؤول سياسي رفيع المستوى مع “يديعوت أحرونوت” حول الاتفاق المرتقب، وقال: “إن إسرائيل ستتسلم جميع المختطفين خلال 72 ساعة من إقرار الاتفاق، وسيبقى الجيش في غزة، وسيكون الانسحاب حتى الخط الأصفر فقط… لم نشهد قط اتفاقاً كهذا. نتسلم فيه جميع المختطفين ونبقى في غزة ونواصل التفاوض”. وأضاف: “هذه هي المرحلة الأولى التي اتفقنا عليها. ستناقش المراحل التالية لاحقاً… الأميركيون قادمون لإنهاء الأمر”.

وأكد المسؤول الكبير، تعليقاً على التقارير التي أفادت بمفاجأة نتنياهو من تصريح ترمب، قائلاً: “لم يكن هناك أي مفاجأة في موافقة ترمب. تم التنسيق للأمر بين رئيس الوزراء والرئيس وجهات أخرى في الإدارة. عندما دعا الرئيس ترمب إلى وقف القصف، لم تتفاجأ إسرائيل. كما تم التنسيق للأمر مع مسؤولين كبار آخرين”. وأوضح أن نتنياهو وترمب تحدثا قبل نشر تصريح الرئيس الأميركي.

وكانت إسرائيل وافقت على خطة ترمب ثم وافقت “حماس”، وإثر موافقة “حماس” أعلن مكتب نتنياهو أن إسرائيل تستعد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب للإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وإذا كان الاتفاق على الأسرى والانسحاب سريعاً ومتوقعاً، فإن إدارة غزة وسلاح “حماس” ومستقبل قادتها مسألة ما زالت محل خلاف.

اترك تعليقًا

عرض
Drag