الجيش الإسرائيلي يقصف 150 “هدفاً” في غزة، ويعلن مغادرة الالاف من سكان غزة
تقارير
BBC
قال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إنه قصف “أكثر من 150 هدفاً” في مدينة غزة منذ توسيع هجومه البري مساء الإثنين.
وجاء في بيان للجيش “على مدى اليومين الماضيين، نفذت القوات الجوية وسلاح المدفعية ضربات على أكثر من 150 هدفاً إرهابياً في أنحاء مدينة غزة دعماً للقوات المناورة في المنطقة“.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش إقامة “مسار انتقال مؤقت” لخروج سكان مدينة غزة منها، غداة توسيع الهجوم البري وتكثيف القصف على كبرى مدن القطاع.
ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على منصة إكس بياناً قال فيه “من أجل تسهيل الانتقال جنوباً يُفتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين”، مشيراً إلى أن الانتقال سيكون متاحاً عبر هذا المسار “لمدة 48 ساعة” اعتباراً من ظهر الأربعاء وحتى ظهر الجمعة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّه من المتوقع انضمام الفرقة 36 إلى العملية العسكرية خلال الأيام المقبلة، قائلة إن تقديرات الجيش تفيد بأنّ هذه العملية قد تستمر ما بين “شهرين إلى ثلاثة أشهر“.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية لوسائل إعلام محلية إن “مركز قيادة حركة حماس يقع في مدينة غزة، ويُعتقد أنّ القائد العسكري للحركة عز الدين الحداد متحصّن داخل أحد الأنفاق هناك“.
وبالتزامن مع تكثيف القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في القطاع، قُتل 45 فلسطينياً بينهم 23 في مدينة غزة منذ فجر اليوم الأربعاء.
وبحسب مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد شهد يوم الثلاثاء مقتل 108 في قطاع غزة، معظمهم من شمال القطاع، إضافة إلى 9 من الوسط و6 من الجنوب.
غزيون يغادرون القطاع إلى الخارج
أعلن الجيش الإسرائيلي أن نحو 550 من سكان قطاع غزة غادروا اليوم إلى دول مختلفة، بينها الإمارات العربية المتحدة، الأردن، بريطانيا، بلجيكا، رومانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وأوضح الجيش أن معظم المغادرين هم مرضى ومرافقيهم، مشيراً إلى أن أكثر من 5,000 من سكان القطاع غادروا حتى الآن عبر معبر “اللنبي” أو مطار “رامون“.
يذكر أنّ معبر اللنبي يُعد المنفذ الرئيسي الذي يربط الضفة الغربية بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث يخضع لسيطرة إسرائيلية من الناحية الأمنية والإدارية، في حين يتولى الأردن إدارته من الجهة المقابلة، أمّا مطار رامون فيقع بالقرب من مدينة إيلات جنوب إسرائيل.
سكان غزة: “لن نكرر الأخطاء السابقة“
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن فتح “مسار انتقال مؤقت” عبر شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة، عبّر عدد من سكان المدينة عن مخاوفهم العميقة من استخدام الطريق، مستذكرين تجارب سابقة وصفوها بـ “الخطيرة والمأساوية“.
محمد الكحلوت، أحد سكان غزة، قال لبودكاست غزة اليوم عبر بي بي سي إن “الجيش الإسرائيلي لا يمكن الوثوق به”، مضيفاً: “في النزوح الأول تم أسر عدد من المواطنين وفُقد آخرون. طريق صلاح الدين كان صعباً وخطيراً جداً، ولن يغامر أحد الآن بحياته أو حياة عائلته قبل التأكد الكامل من أن الطريق آمن“.
وأضاف الكحلوت: “أنا شخصيًا لست مستعداً أن أضع عائلتي في مناطق رعب، ولن أكرر الأخطاء السابقة“.
وقال أبو حمزة: “أفضل الخروج من طريق الرشيد، فهو أكثر أماناً من طريق صلاح الدين المهدد من قبل الجيش الإسرائيلي. أولادي لا يتحملون ما قد يشاهدونه هناك“.
أما إبراهيم عبود فأكد أنهم تلقوا اليوم أنباء عن فتح الطريق، لكنه أشار إلى أن “الخشية من الغدر الإسرائيلي حاضرة دائماً”، قائلاً: “الجيش قد يقصف المارين في أي لحظة. نحن باقون في غزة، وإذا اضطررنا للخروج، فسيكون من طريق البحر، لا من طريق محفوف بالمخاطر“.
أمير عزام، وهو أحد السكان في شمال غزة، وصف الوضع بالكارثي قائلاً: “الوضع في غزة سيئ جدًا. قطعوا عنا الإنترنت، وبدأت عمليات تهجير قسري دون توفير أدنى مقومات البقاء. نحن معرضون للموت في أي لحظة. الدبابات تتقدم بسرعة، ومناشير الإخلاء تتساقط علينا مثل المطر“.
وتحدثت أم مازن من مدينة غزة لبي بي سي بمرارة عن حجم الخسائر والقلق اليومي الذي يعيشه السكان، قائلة: “نحن نعيش رعباً كبيراً. كل ليلة هناك قصف ودمار، ننتقل من مكان لآخر، واستشهد عشرة من جيراننا، بينهم أختي وعائلتها. سنتان ونحن نناشد العالم لإنقاذنا، لكن دون فائدة“.
أما نضال أبو شردي، من حي الشجاعية، فأشار إلى اشتداد العمليات العسكرية في محيط الأحياء السكنية قائلاً: “الليلة الماضية كان القصف متواصلاً بشكل غير مسبوق. هناك تقدم كبير للآليات من جهة الشيخ رضوان، وتل الهوى، والشجاعية. رصدنا آلية عسكرية في شارع الصحابة تطلق النار على المدنيين، وهناك إصابات. الأطفال وكبار السن في حالة خوف دائم، ولا نملك إمكانيات للنزوح“.
قصف إسرائيلي على مستشفى الرنتيسي للأطفال

جانب من الأضرار الناجمة عن الاستهداف الإسرائيلي لمستشفى الرنتيسي
وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الاستهداف الإسرائيلي لمستشفى عبد العزيز الرنتيسي للأطفال في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.
وذكرت الوزارة في تصريح صحفي أن القصف استهدف الطوابق العلوية للمستشفى ثلاث مرات متتالية، بفواصل زمنية لا تتعدى بضع دقائق، مما يؤكد – بحسب الوزارة – على “نهج الاحتلال الممنهج لضرب المنظومة الصحية في القطاع وإخراجها بشكل كامل عن الخدمة“.
ويُعد مستشفى الرنتيسي التخصصي الوحيد من نوعه في قطاع غزة، حيث يضم أقساماً حيوية تشمل علاج الأورام، وغسيل الكلى، وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، وهو ما يجعله مركزاً طبياً لا غنى عنه للمرضى في القطاع.
وكان يتواجد في المستشفى وقت القصف 80 مريضاً يتلقون العلاج في تخصصات مختلفة، من بينهم 4 حالات في قسم عناية الأطفال و8 حالات في قسم العناية المركزة لديثي الولادة.
وبحسب وزارة الصحة، فقد غادرت 40 حالة المستشفى بعد القصف بحثاً عن مكان آمن يقيهم وأطفالهم الخطر، فيما تبقّى 40 مريضاً مع مرافقيهم، إلى جانب 12 حالة عناية مركزة، و30 من أفراد الطاقم الطبي.
هل ينهي الاجتياح البري لمدينة غزة مسار مفاوضات وقف الحرب؟
تقرير الأمم المتحدة عن الإبادة الجماعية “إدانة صريحة” لأفعال إسرائيل في غزة
بريطانيا تستقبل أول دفعة أطفال مرضى من غزة
وصلت أول مجموعة من الأطفال المرضى والمصابين من غزة إلى المملكة المتحدة بموجب خطة تسمح لهم بتلقي العلاج الطبي الطارئ، وفق ما أعلنت الحكومة البريطانية الأربعاء.
وأضافت أن فريق عمل حكومياً أمضى أسابيع في تنسيق “العملية الإنسانية المعقدة” لإجلاء الأطفال وعائلاتهم للحصول على رعاية متخصصة في إطار هيئة الخدمات الصحية الوطنية التابعة للدولة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها دعمت عمليات الإجلاء الطبي لعشرة أطفال “في حالة حرجة” من غزة إلى المملكة المتحدة، بالإضافة إلى 50 من مرافقيهم.
وقالت وزيرة الخارجية إيفِت كوبر في بيان الأربعاء إن نظام الرعاية الصحية في غزة “دمر” و”المستشفيات لم تعد تعمل“.
وأضافت أن وصول الأطفال “يعكس التزامنا الراسخ بالعمل الإنساني وقوة التعاون الدولي. نحن نواصل الدعوة إلى حماية المنشآت الطبية والعاملين في مجال الصحة في غزة، والسماح بإدخال كميات كبيرة من الأدوية والإمدادات“.
ونُقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم أولاً إلى الأردن حيث تسلمهم موظفو السفارة البريطانية وخضعوا لتدقيق أمني.
ودعمت منظمة الصحة والحكومة الأردنية بريطانيا في عمليات الإجلاء، إلى جانب فريق طبي بريطاني وطاقم من هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
بدوره، قال وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ إن هذا الوضع “يفرض علينا التحرك“.
وأضاف: “هؤلاء المرضى الصغار شهدوا أهوالا لا ينبغي لأي طفل أن يراها، لكن هذا يمثل بداية رحلتهم نحو التعافي“.
اليونيسف: عائلات غزة تُدفع من جحيم إلى آخر

“الأونروا”: دفْعُ مليون فلسطيني إلى مساحة لا تتجاوز 35 كيلومتراً مربعاً هو أمرٌ مستحيل
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تيس إنغرام، إن النزوح الجماعي القسري للعائلات “تهديد مميت للفئات الأكثر ضعفاً”، مع استمرار تساقط القنابل على غزة في إطار التصعيد الإسرائيلي على المدينة.
وفي حديثها من جنوب قطاع غزة إلى الصحفيين في جنيف، قالت المتحدثة باسم اليونيسف إن العائلات الفلسطينية وأطفالها الجائعين يُدفعون جنوباً “من جحيم إلى آخر“.
وأضافت: “من غير الإنساني أن نتوقع من قرابة نصف مليون طفل، ممن عانوا من العنف والصدمات النفسية جرّاء أكثر من 700 يوم من الصراع المتواصل، أن يفرّوا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر“.
وقالت إن سوء التغذية لدى الأطفال في غزة يتفاقم، مشيرة إلى أنه وفقاً لتقديرات اليونيسف، يحتاج حوالي 26 ألف طفل في القطاع حالياً إلى علاج لسوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من عشرة آلاف طفل في مدينة غزة وحدها، التي تم تأكيد وجود المجاعة فيها أواخر الشهر الماضي.
20 وكالة إغاثة دولية تطالب الأمم المتحدة بوقف “حرب الإبادة” في غزة
في السياق، وجهت أكثر من 20 وكالة إغاثة دولية، الأربعاء، رسالة عاجلة إلى الأمم المتحدة ورؤساء دول العالم، دعت فيها إلى التدخل الفوري لوقف ما وصفته بـ “حرب الإبادة الجماعية” التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
واستندت الوكالات في رسالتها إلى نتائج لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، والتي خلصت إلى أن إسرائيل ارتكبت أربعة من أصل خمسة أفعال تُعرّف كجرائم إبادة جماعية وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
وأكدت الرسالة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “هو الأشد فتكاً في تاريخه”، وأن آلاف المدنيين يواجهون إطلاق نار مباشراً أثناء سعيهم لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وحذّرت الوكالات من أن تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك الفوري قد يؤدي إلى عواقب إنسانية “لا يمكن تصورها”، داعية الحكومات إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والعمل من أجل وقف الحرب، تمهيداً لتأمين حياة كريمة وآمنة لسكان قطاع غزة.
نتنياهو يتهم قطر بتمويل حماس
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطر بتمويل حماس، معتبراً أن الضربة التي استهدفت قادة الحركة الفلسطينية في الدوحة الأسبوع الماضي كانت “مبررة“.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي: “قطر على ارتباط بحماس، فهي تؤويها وتمولها. لديها أدوات ضغط قوية، لكنها اختارت عدم استخدامها”. وأضاف “لذلك، كان تحركنا مبرراً تماماً“.
الهجوم الذي استهدف قادة حماس في الدوحة، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص، هو أول ضربة إسرائيلية من نوعها على قطر، حليفة الولايات المتحدة.
ولا تربط الدولة الخليجية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهي تستضيف منذ سنوات قادة الحركة الفلسطينية.
كذلك، اضطلعت قطر بدور محوري في التوسط بين إسرائيل وحماس في المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وفي وقت سابق من العام، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن اثنين من مساعدي نتنياهو يخضعان للتحقيق من قبل جهاز الأمن الداخلي (شاباك) بشبهة تلقي أموال من قطر.
وأثارت الفضيحة التي أُطلق عليها اسم “قطر غيت” تساؤلات حول احتمال وجود نفوذ قطري في مكتب رئيس الوزراء.
ما هي فضيحة “قطر غيت” التي تسببت في توقيف مساعدين كبيرين لنتنياهو؟
وندّد نتنياهو، الذي دُعي للإدلاء بشهادته في التحقيق في مارس/آذار، بهذه القضية باعتبارها “حملة شعواء مدفوعة سياسياً“.
وربطت وسائل إعلام إسرائيلية إقالة الحكومة لرئيس الشاباك رونين بار ومحاولات إقالة النائبة العامة غالي بهاراف ميارا بدورهما في هذا التحقيق.
