Skip links

مقهى الكهف في السليمانية.. تجربة سياحية عصرية

تقارير

في قلب مدينة السليمانية، حيث تمتزج الجبال والكهوف بتاريخ المدينة وذاكرتها، برزت تجربة شبابية جديدة تستلهم هذا الإرث الطبيعي وتعيد تقديمه بروح حديثة.

مشروع “مقهى الكهف” لم يكن مجرد فكرة تجارية عابرة، بل مغامرة شخصية لشاب اختار أن يحول شغفه بالمقاهي إلى مبادرة تحمل بعداً سياحياً وثقافياً.

من الجبال إلى المدينة

ميري دلشاد، خريج علوم الحاسبات وأحد أبناء السليمانية، يروي في حديثه لوكالة شفق نيوز أن “الفكرة جاءت من رمز الكهوف التي تحتضنها جبال السليمانية مثل كهف زوراسن وسارة، فهي تمثل جزءاً من هوية المدينة وتاريخها“.

ويقول “أردت أن أنقل هذه الأجواء إلى وسط المدينة ليعيشها الزائر بطريقة مختلفة، فيشعر وكأنه داخل مغارة طبيعية لكن في أجواء آمنة ومريحة“.

ويشير دلشاد إلى أن المكان صُمم ليشبه الكهف فعلاً، فجدرانه الداخلية مكسوّة بأحجار طبيعية، والإضاءة خافتة توحي بعمق المغارة، فيما تزين السقف تشكيلات صخرية اصطناعية، والأجواء ترافقها موسيقى هادئة يتم اختيارها بعناية لتنسجم مع الطابع الرومانسي للمقهى.

ويوضح “أردنا أن نجعل الزبون يخوض تجربة كاملة، ليس فقط شرب قهوة أو عصير، بل أن يعيش حالة وجدانية أقرب إلى زيارة سياحية“.

الشباب والسياحة

يؤكد دلشاد أن المشروع لا يقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل يحمل رسالة اقتصادية أيضاً “فتجارب مثل هذه تمنح الشباب فرصة لإثبات قدراتهم بعيداً عن انتظار التعيينات الحكومية”، مشيراً إلى أن المقهى وفّر فرص عمل لعدد من الخريجين والشباب الباحثين عن عمل.

ويردف قائلاً: “السياح الذين يزورون السليمانية يجدون في المكان محطة مختلفة، فإلى جانب القهوة العالمية والعصائر الطبيعية، يقدّم المقهى حلويات خاصة بطريقة تقديم مبتكرة“.

ويقول أحمد، وهو أحد السياح العرب، لوكالة شفق نيوز: “الجلوس هنا يعطي شعوراً مميزاً، كأنك داخل مغارة فعلية، لكنه مكان نظيف ومنظم يجعلك تعيش تجربة نادرة“.

 بعد ثقافي ورسالة مستقبلية

يرى مراقبون أن مشاريع مثل “مقهى الكهف” تمثل إضافة نوعية إلى مشهد السياحة الداخلية في السليمانية، إذ تعكس قدرة الشباب على الاستثمار في تراث مدينتهم وتحويله إلى قيمة اقتصادية.

ميري دلشاد بدوره لا يخفي طموحه في التوسع مستقبلاً، سواء بفتح فروع مشابهة أو بإدخال تجديدات دائمة تبقي التجربة نابضة بالحياة “المهم بالنسبة ليّ أن يبقى المقهى مرتبطاً بروح السليمانية وهويتها الطبيعية”، يختم دلشاد حديثه.

اترك تعليقًا

عرض
Drag