المال والعشائر يحكمان المشهد.. حمى الصراع الانتخابي تبلغ أشدها
تقارير
تزداد حمى الصراع الانتخابي كلما اقترب موعد إجراء الاقتراع المقرر في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، من خلال بروز أصحاب المالي السياسي بشكل كبير، حتى تحولت محافظة ذي قار جنوبي العراق إلى ساحة صراع تتقاطع فيها الأموال السياسية مع النفوذ الاجتماعي للعشائر والمسؤولين السابقين.
وتشهد مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، كسائر المحافظات العراقية الأخرى التي تستعد للانتخابات النيابية المقبلة، تنافساً بين محافظين ومسؤولين حاليين وسابقين، إضافة إلى شيوخ العشائر.
عملية اقتصادية
وترى أوساط محلية في ذي قار، أن العملية الانتخابية بالمحافظة هي “اقتصادية بامتياز”، وفق الكاتب بدر قاسم، ويوضح أن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة ورجال الأعمال “يقفون بشكل مباشر وغير مباشر خلف الكثير من القوائم والمرشحين للانتخابات”، وبالتالي أصبحت الانتخابات “تتحكم فيها رؤوس الأموال الاقتصادية“.
ويضيف قاسم، لوكالة شفق نيوز، أن الأحزاب التقليدية الكبرى عادت لتتكئ كما في السابق على أسماء ذات أبعاد اجتماعية كبيرة كشيوخ القبائل والعشائر، أو بعض الناشطين والمدونين والإعلاميين على السوشيال ميديا، “ورغم أن بعضها وجوه جديدة لكنها تفتقر إلى الخبرة السياسية“.
ووفقاً للكاتب، فإن محافظة ذي قار تعتبر “خاملة سياسياً على مستوى الأحزاب والقوائم المحلية، إذ يتم إدارتها من بغداد منذ عام 2003، سواء من خلال الأحزاب الكبيرة في العاصمة أو الأحزاب الناشئة التي تمتد في عمقها إلى الأحزاب الكبيرة أيضاً.
وبناءً على هذه المعطيات، يشير قاسم إلى أن الغلبة في الانتخابات ستكون لـ”أصحاب المال الاقتصادي والأموال الكبيرة”، لكن يبقى التعويل على وعي المواطنين لاختيار شخصيات جديرة بالمسؤولية ولم يثبت فشلها سابقاً.
ظاهرة المقاطعة
وفي الوقت الذي يؤكد فيه بدر قاسم أهمية مشاركة المواطنين في الانتخابات لاختيار الشخصيات الكفوئة، يبرز المحلل السياسي، صلاح الموسوي حالة المقاطعة التي ترتفع في كل انتخابات.
ويعلل الموسوي في حديثه لوكالة شفق نيوز أسباب عزوف الناخبين إلى “اليأس من القدرة على التغيير”، خصوصاً في ظل هيمنة “الشخصيات التقليدية على الانتخابات لمصالح شخصية“.
ويرى أن شيوخ العشائر يُعتبرون “أداة بيد هذه الشخصيات المهيمنة التي تمتلك المال للحملات الانتخابية، وبالتالي تستخدم العشائر لتعيد إنتاج نفسها إلى المشهد السياسي“.
استخدام الشخصيات الاجتماعية
من جهته، يلفت الكاتب علاء كولي، النظر إلى أن استخدام الشخصيات الاجتماعية من قبل أصحاب النفوذ السياسي هو لـ”استغلال التأثير الذي تمارسه هذه الشخصيات على المجتمع، في وقت يجد شيخ العشيرة أنه أمام فرصة للتقرب السياسي من الجهة المرشح لها“.
ولا يقتصر الحال على شيخ العشيرة، بل إن المرشح يتعمد ذكر أسم العشيرة أو القبيلة التي ينتمي إليها في حملته الانتخابية “في سبيل كسب تعاطفهم ودفعهم للتصويت عليه ليصل إلى البرلمان”، بحسب كولي.
لكن رغم ذلك، يقول الكاتب لوكالة شفق نيوز، إن بعض الجمهور يرى أن هؤلاء “هم الأنسب كونهم يدافعون عن العشيرة والمذهب“.
وفي مقابل هذا، يخوض المرشحون المستقلون معركتهم الانتخابية اعتماداً على المواطنين الناقمين للأحزاب في مواجهة “غير متكافئة مع جمهور حزبي ثابت، وما يُصرف لهم من مبالغ طائلة ومغريات بالتعيين والخدمات”، وفق كولي.
