اليوم نشارك.. غدًا نبني
مقالات
صوت المواطن ليس رقمًا عابرًا، بل رسالة واضحة تعكس إرادته وتطلعاته، وهو الأداة الأهم للتغيير الحقيقي
مشتاق الربيعي
يمر العراق اليوم بمرحلة حساسة ومفصلية في تاريخه الحديث، ونحن على أعتاب الانتخابات النيابية المقبلة التي لم يتبقَ على موعدها سوى أشهر قليلة، هذه المرحلة تستوجب من جميع القوى السياسية، ومن المسؤولين قبل غيرهم، أن يتحلّوا بروح المسؤولية الوطنية، وأن يدركوا أن مصلحة العراق فوق أي حسابات حزبية أو شخصية، فالعراق بحاجة اليوم إلى رؤية وطنية متكاملة، تضع أسس دولة ديمقراطية مزدهرة، تحمي حقوق جميع أبنائها وتضمن لهم مستقبلًا أفضل، بعيدًا عن الفساد والمحاصصة الضيقة التي أثقلت كاهل الوطن.
إن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق دستوري، بل هي أيضًا واجب وطني وأخلاقي. فصوت المواطن ليس رقمًا عابرًا، بل رسالة واضحة تعكس إرادته وتطلعاته، وهو الأداة الأهم للتغيير الحقيقي. وعلى وجه الخصوص، فإن الشباب العراقي أمامهم فرصة تاريخية لصناعة عراق الغد، العراق الذي يحلمون به ويستحقونه، عراق يليق بتاريخ شعبه العظيم وطموحاته الكبيرة.
ومن هنا، فإننا ندعو أبناء الشعب العراقي جميعًا إلى المشاركة الفاعلة والواعية في الانتخابات، واختيار من يرونه الأجدر بتمثيلهم، من يضع الوطن قبل كل شيء. فصوتك أمانة، وصوتك مسؤولية، وهو إما أن يكون أداة للبناء والتقدم أو سببًا للجمود والتراجع. فالتغيير لا يولد إلا من صناديق الاقتراع، ولا يمكن لأي قوة أن تفرض إرادتها إذا توحدت كلمة الشعب.
العراق اليوم بحاجة إلى وعي جماعي وإرادة صلبة، ورفضٍ قاطع لكل أشكال الفساد والمال السياسي، ومحاصرة كل من يحاول المتاجرة بأصوات الناس. علينا أن نثبت للعالم أننا قادرون على الاختيار الصائب، وأن صوت الوطن أعلى من أي صوت آخر، لأنه صوت الكرامة والمستقبل.
فلنجعل من هذه الانتخابات لحظة فارقة، يبرهن فيها كل مواطن أن الديمقراطية ليست شعارات، بل ممارسة فعلية ومسؤولية تجاه الأجيال القادمة. تذكر جيدًا: حينما قاطع العراقيون الانتخابات في دورات سابقة، لم يجنِ الشعب شيئًا سوى الخسارة وضياع الفرص. لذلك، المشاركة هي الطريق الوحيد للتغيير، وهي الوسيلة الأصدق لتصحيح المسار وضمان أن يكون صوتك حاضرًا ومؤثرًا في صناعة مستقبل العراق.
إن العراق لن يُبنى باللامبالاة، بل بالوعي والمشاركة، وبإصرار العراقيين على أن يكون الغد أفضل من الأمس. فكل صوت هو لبنة في بناء وطن جديد، وكل مشاركة هي خطوة على طريق عراقٍ موحد، مزدهر، وديمقراطي
