Skip links

واشنطن مدعوة للتفاعل مع مؤتمر باريس لحل الدولتين

تحليل

كتب المحرر السياسي للتجمع

في الوقت الذي نعبر عن دعمنا ومساندتنا لمؤتمر باريس لحل الدولتين والذي شاركت فيه عشرات الدول المحبة للسلام والمتفهمة لطبيعة المخاطر والكوارث التي تحيط بالمنطقة العربية من خلال الصراع الخطير بين اسرائيل وفلسطين والذي امتد اكذثر من سبعين عاما، نقول لقد ان الاوان للتفكير جديا وعمليا بحلول واقعية ومنطقية لانهاء هذا الصراع وتوفير الحياة الحرة الكريمة لشعوب المنطقة وبالاخص الشعب الفلسطيني.

اننا نرى في هذا المؤتمر فرصة جدية واكيدة للتوصل للحلول الممكنة، بعد الدمار الهائل الذي لحق بغزة واهلها اوصلت الامور الى انتهاك الحقوق الانسانية التي اقرتها المنظمات الاممية، ليس في غزة فحسب بل في لبنان وسوريا واليمن، وهي حتميات لابد ان تكون نتيجة للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وعلى الرغم من حصول عدة محاولات شبيهة بطبيعة هذا المؤتمرعقدت في العقود الماضية الا انها لم تكن بمستوى الجدية والثبات لتحقيق نتائج ملموسة، لان الذي يميز هذا المؤتمر ويمنحه ارجحية في النجاح هو الموقف الفرنسي الذي احتل الصدارة والداعي لحل الدولتين والذي حظي بموافقة معظم دول الاتحاد الاوربي وكذلك الموقف السعودي الداعم له والذي سيكون له تأثير كبير في تحقيق نجاحات وان كانت اولية لكنها بالتأكيد ستفتح الابواب لنجاحات اكثر عمقا وسعيا جادا من العديد من الدول التي ترددت في المشاركة بهذا المؤتمر.

الملفت للانتباه ان الموقف الامريكي لم يتوضح بشأن المؤتمر، مع انها تعد اللاعب الرئيسي في تنفيذ مسارات المؤتمر وتحقيق النتائج في حدود اولية لكنها يمكن ان تؤسس خارطة طريق جديدة للمستقبل تكون بمثابة وضع الاسس لكيفية انجاح فكرة حل الدولتين، هذا من جانب، ومن جانب اخر فأن التأثير الامريكي على اسرائيل له الدور الاكبر في اقناعها وجرها لطريق التفاوض الذي وهذا احتمال كبير ان تشارك اسرائيل في المؤتمر.

وهنا لابد من الاشارة الى وعود الرئيس الامريكي في دورة رئاسته الاولى عام 2018 عندما تحدث عن امكانية بحث فكرة حل الدولتين متوعدا بأنه سيسعى الى تحقيق ذلك، وكذلك تصريحاته المتكررة اثناء حملته الانتخابية من ان مساعيه ستنطلق نحو انهاء الحروب والصراعات وتحقيق فرص السلام في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع.

اننا نؤكد على ضرورة اقناع واشنطن بالانضمام للمؤتمر وندعو دول الاتحاد الاوربي والدول العربية لدعم هذا الاتجاه وجعله من اولويات المهام الرسمية والبروتوكولية لاستغلال هذه الفرصة النادرة والفريدة من نوعها طالما حققت الخطوة الاولى، فلتكن هي بداية الطريق نحو الهدف لتحقيق السلام بحل الدولتين بما يضمن حق الجميع قانونيا وامميا وانسانيا .

اترك تعليقًا

عرض
Drag