Skip links

بيان صادر عن التجمع المدني الوطني العراقي

مع تزايد معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق تحت وطأة الاحتلال، نرى أن ما يُمارس اليوم من أسلوب تجويع ممنهج بحق المدنيين، وخصوصًا في قطاع غزة، يُعد جريمة إنسانية وأخلاقية لا يمكن السكوت عنها. إن استخدام الغذاء والدواء كسلاح لفرض إرادة سياسية يتنافى مع جميع القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.

إن صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن اتخاذ خطوات جادة ومؤثرة لإنهاء هذه المعاناة، يثير القلق ويطرح تساؤلات كبيرة حول مصداقية القيم التي طالما رفعتها الأمم المتحدة والدول الحرة، ويضع الجميع أمام اختبار حقيقي للضمير الإنساني.

ومن هذا المنطلق، فإن أقل ما يمكن فعله في وجه هذه الانتهاكات هو الاعتراف الكامل بدولة فلسطين، كحق مشروع لشعب يستحق أن يعيش في وطن آمن يتمتع بسيادته وحقوقه، أسوة بباقي شعوب الأرض.

إن ترك الفلسطينيين لهذا المصير المظلم وغير الإنساني هو تواطؤ بالصمت، ويشكّل وصمة عار في ضمير الإنسانية جمعاء، واننا إذ نثمن الموقف الإنساني المتميز للدول الخمس والعشرين التي أعلنت اتفاقها مع المملكة المتحدة على تسليط الضوء على محنة أهالي قطاع غزة، فإننا نعتبر تأكيد هذه الدول على ضرورة حل الدولتين موقفًا مسؤولًا ومتقدمًا في دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.

ونتمنى على باقي دول العالم أن تواكب هذه الخطوة وأن تضاعف جهودها وتحركاتها للضغط على إسرائيل، خاصة بعد وصول الوضع إلى مرحلة مأساوية تمثلت في وفاة عشرات المدنيين بسبب الجوع، مع التحذيرات الخطيرة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأونروا من احتمال تضاعف أعداد الضحايا في ظل استمرار الحصار ومنع الإغاثة.

إننا في التجمع المدني العراقي ندعو جميع القوى الحية، دولًا وشعوبًا، إلى تحكيم الضمير العالمي، وتحمل المسؤوليات الأخلاقية والإنسانية والسياسية، والعمل الجاد والفوري على وقف جرائم التجويع والحصار، ودعم الحق الفلسطيني الثابت وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.

لقد آن الأوان لأن تتحرك الإنسانية، لا أن تكتفي بمواقف الشجب والإدانة.

التجمع المدني الوطني العراقي
23 تموز 2025

اترك تعليقًا

عرض
Drag