منظمة: مئات المهاجرين الكورد العراقيين يواجهون مصيراً مجهولاً في ليبيا
تقارير
شفق نيوز- أربيل
حذرت مؤسسة “القمة” لشؤون اللاجئين والمهاجرين في إقليم كوردستان والعراق كافة، يوم الأحد، من تدهور أوضاع المهاجرين واللاجئين الكورد المحتجزين في ليبيا، مؤكدة أن رحلة الهجرة بحثا عن حياة أفضل تحوّلت إلى مأساة إنسانية مؤلمة لمئات الشباب، بينهم عدد من أبناء إقليم كوردستان.
وذكرت المؤسسة في تقرير لها ورد لوكالة شفق نيوز، أن “رحلة الهجرة بحثا عن حياةٍ أفضل، تحولت إلى مأساة لمئات الشباب الذين يُحتجزون في مراكز اعتقال في ليبيا تخضع لسيطرة ميليشيات مسلّحة”، مبينة أن “الكثير من هؤلاء الشباب، الذين ما زال مكانهم مجهولًا حتى الآن، حيث أصبحوا ضحايا لتلك الميليشيات وتجار البشر“.
وأضافت أن “عائلات هؤلاء الشباب تطرق كل باب بحثًا عن بصيص أمل يؤكد سلامة أحبّتهم، وغالبًا لا تجد سوى الصمت جوابًا“.
وتشير تقارير عديدة صادرة عن الأمم المتحدة إلى تزايد السيطرة العسكرية على المؤسسات الرسمية في ليبيا، وتحويل مراكز الاحتجاز إلى أدوات للاستغلال والانتهاك، حيث يتعرض آلاف المهاجرين للتعذيب، والعنف الجنسي، وسوء المعاملة في ظل غياب الرقابة القانونية.
وأشارت المنظمة، إلى أن “العديد من المهاجرين الكورد واجهوا المصير ذاته، وآخر هذه الحالات وفاة شاب كوردي داخل أحد سجون ليبيا، في ظل تكتمٍ على الأسباب الحقيقية لوفاته”، منوهة الى أن “مئات الأشخاص ما زالوا مفقودين في ليبيا، تعيش عائلاتهم في حالة من القلق واليأس، تنتظر أي خبر أو إشارة تدل على بقائهم على قيد الحياة بعد أشهر من الصمت، حيث هذه العائلات تتشبث بأبسط الأشياء التي تشير إلى أن أبنائهم ما زالوا على قيد الحياة“.
وبحسب التقرير، فإن “أزمة الاتجار بالبشر في ليبيا تتفاقم وسط استمرار الاضطرابات الأمنية والسياسية، إذ يُقدّر عدد المحتجزين بين 4,000 و10,000 مهاجر ولاجئ في مراكز تديرها وزارة مكافحة الهجرة غير الشرعية وجماعات مسلّحة، حيث يتعرضون لظروف قاسية تشمل التعذيب والاعتقال التعسفي وسوء المعاملة“.
وأكمل: “كما تم اعتراض أكثر من 24,000 مهاجر في البحر الأبيض المتوسط خلال عام 2025، بينهم أكثر من 800 خلال أسبوع واحد فقط، تمت إعادتهم إلى ليبيا ليواجهوا مجددًا الاحتجاز والتعذيب والمعاملة الوحشية“.
وأختتم التقرير، بأن “أوضاع مراكز الاحتجاز الليبية في غاية الخطورة، حيث يُحتجز المهاجرون لفترات طويلة دون تقديمهم لأي جهة قضائية، في انتهاكٍ واضح لحقوق الإنسان والقانون الدولي”، لافتا إلى “وجود سجون سرية تُمارس فيها الانتهاكات والتعذيب بصورة مروّعة“.
وأعلن القائم بالأعمال في سفارة جمهورية العراق في طرابلس أحمد الصحاف، الخميس الماضي، أن 40 مهاجراً عراقياً سيعودون من ليبيا إلى أرض الوطن عبر مطار اربيل الدولي مطلع الأسبوع الجاري.
وتشهد ليبيا، التي تعد محطة رئيسية للهجرة غير النظامية نحو أوروبا تزايدا ملحوظا في أعداد المهاجرين العراقيين خلال العام الأخير.
وتتصاعد التحذيرات من خطر الهجرة غير الشرعية عبر شمال أفريقيا، حيث يستغل الوضع الأمني الهش في ليبيا من قبل شبكات التهريب، ما يعرض حياة المهاجرين لمخاطر كبيرة، من الاحتجاز أو الاستغلال، وصولا إلى الغرق في البحر في أثناء محاولات العبور إلى أوروبا.
