تأهب سني لانتخابات 2025.. سباق محتدم بين “تقدم” و”عزم” وكتل صاعدة
تقارير
تشهد الساحة السياسية السنية العراقية قبيل الانتخابات التشريعية التي لم يبقَ عليها الكثير، تنافساً حاداً بين خمس كتل رئيسية تسعى للهيمنة على المقاعد البرلمانية في المحافظات الغربية والشمالية.
ووفقاً لمصادر سياسية، فإن أبرز القوى المتنافسة هي “تقدم” بزعامة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، و”العزم” بزعامة مثنى السامرائي، و”السيادة” بزعامة خميس الخنجر الذي يقود ايضا تكتل “عزم“.
وأشارت المصادر، إلى دخول كتل جديدة مثل “نينوى لأهلها” برئاسة عبد الله حميدي عجيل الياور، و”الحسم” بقيادة وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذه الكتل مجتمعة قد تحصد أكثر من 70 مقعداً نيابياً في عموم العراق.
ويرى مراقبون أن المشهد السياسي السني يتجه نحو إعادة رسم موازين القوى بعد تراجع بعض التحالفات التقليدية وصعود وجوه جديدة.
حيث يتوقع أن تتراوح حصة “تقدم” بين 27 إلى 30 مقعداً، فيما قد تنال “العزم” نحو 20 إلى 25 مقعداً، بينما تتوزع بقية المقاعد بين “السيادة”، و”الحسم”، وكتلة “نينوى لأهلها” التي يُتوقع أن تهيمن على مشهد نينوى تحديداً.
أربعة أقطاب رئيسية
وفي هذا السياق، يقول السياسي المستقل مهند الراوي، إن الخارطة السياسية في البيت السني تتشكل حالياً من أربع كتل رئيسية تتنافس على المحافظات ذات الغالبية السنية، هي “تقدم” و”العزم” و”السيادة” و”نينوى لأهلها“.
ويوضح الراوي، لوكالة شفق نيوز، أن المنافسة الأشد تدور بين كتلتي “تقدم” و”العزم”، مشيراً إلى أن تحالفات الحلبوسي، مثل مع “قمم” برئاسة خالد بتّال، و”الأنبار هويتنا” برئاسة علي فرحان الدليمي، وتحالف “القيادة” في الأنبار، قد تؤمن له من 8 إلى 9 مقاعد.
يذكر أن في (7 كانون الثاني/ يناير 2025) تم تشكيل “ائتلاف القيادة السنية الموحدة” يضم كلاً من رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، ورئيس تحالف العزم مثنى السامرائي، ورئيس حزب الجماهير أحمد الجبوري، ورئيس كتلة المبادرة زياد الجنابي.
ويبدو لافتاً غياب حزب تقدم بزعامة الحلبوسي، الذي أقيل في نهاية عام 2023 بقرار قضائي بتهمة التزوير عن هذا الائتلاف.

وبالعودة إلى الراوي، فهو يرى أن تحالف “العزم” قد يحقق من 3 إلى 4 مقاعد في الأنبار إلى جانب قائمة “تفوق”، بينما تبقى الكفة الراجحة لصالح “تقدم” على مستوى العراق بحصة تتراوح بين 27 و30 مقعداً، مقابل 20 إلى 25 مقعداً لتحالف “عزم”، و8 إلى 10 مقاعد لتحالف “السيادة”، و6 إلى 8 مقاعد لحزب “الحسم“.
أما كتلة “نينوى لأهلها” برئاسة عبد الله حميدي عجيل الياور، فقد تحصل على 6 إلى 7 مقاعد في نينوى، حيث تمتلك قاعدة انتخابية راسخة، وفق الراوي.
ويتوقع أن يكون الفارق بين “تقدم” و”السيادة” في حدود خمسة مقاعد فقط، كما يرجّح أن يتفوق الحلبوسي في الأنبار، فيما تميل الكفة لصالح “العزم” في صلاح الدين، مع تنافس متقارب في ديالى.
من الأقوى؟
من جانبه، يؤكد القيادي في المكون السني مزاحم الحويت، أن الكتلة الأكبر داخل البيت السني تبقى “تقدم” برئاسة محمد الحلبوسي، متوقعاً أن تحصد نحو 90% من مقاعد الأنبار، إضافة إلى 4 أو 5 مقاعد في نينوى.
ويشير الحويت خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن “تقدم” تمتلك نفوذاً حكومياً واضحاً بوجود وزراء حاليين وسابقين من صفوفها، مثل وزير الثقافة أحمد الفكاك، ووزير الصناعة خالد بتّال، ووزير الزراعة السابق فلاح زيدان، ووزير التربية الأسبق علي حميد، ما يعزز حضورها في عموم المحافظات.
ويرى أن تحالف “العزم” برئاسة مثنى السامرائي سيحصد مقاعد عدة، لكن دون مستوى “تقدم”، فيما لا يُتوقع أن تتجاوز مقاعد تحالف “السيادة” 7 مقاعد على مستوى العراق.
أما حزب “الحسم” بقيادة ثابت العباسي، فيتوقع له تحقيق نتائج لافتة في نينوى والأنبار وبغداد وصلاح الدين وديالى.
ويكشف الحويت، عن بروز حزب “الهوية الوطنية”، الذي يضم مرشحين سنة برئاسة عمر نامق المولى، نائب محافظ نينوى الحالي، رغم أن الحزب يتزعمه رمز مسيحي هو ريان الكلداني، ومن المرجح أن يحصل الحزب على 3 إلى 4 مقاعد في نينوى.
وبحسب فإن “تقدم” تبقى القوة الأبرز في المحافظات الغربية والعاصمة بغداد، متقدمة على بقية الكتل السنية.
تحالف صاعد
بدوره، يقول القيادي في تحالف “العزم” غانم العيفان، إن التحالف الذي يقوده مثنى السامرائي بات رقماً صعباً في المعادلة السنية، متوقعاً أن ينافس على المركز الأول بحصوله على نحو 25 مقعداً في عموم العراق.
ويوضح العيفان، لوكالة شفق نيوز، أن التحالف يضم شخصيات سياسية واجتماعية وازنة مثل محمود القيسي، ورعد الدهلكي، وياسين العيثاوي، فضلاً عن زعامات عشائرية مؤثرة في بغداد والأنبار وبقية المحافظات.
300 مرشح
وفي السياق ذاته، يكشف القيادي في تحالف “العزم” مظفر الكرخي أن التحالف يشارك في الانتخابات بنحو 300 مرشح موزعين على معظم المحافظات السنية.
ويشير الكرخي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن من أبرز الشخصيات المرشحة: محمود القيسي في بغداد، ورعد الدهلكي ونجاة الطائي في ديالى، وعلى رأس القائمة مثنى السامرائي في صلاح الدين.
ويؤكد أن تمركز التحالف سيكون في بغداد وديالى وكركوك والموصل والرمادي، مرجحاً أن يحصد التحالف ما لا يقل عن 20 مقعداً حتى في أسوأ السيناريوهات، ليكون المنافس الأبرز لـ”تقدم“.
وبناءً على ما سبق، يرى مراقبون أن الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ستشهد سباقاً محتدماً داخل البيت السني بين القوى التقليدية والوجوه الجديدة.
ورغم تفوق “تقدم” حتى الآن، بحسب المعطيات الواردة في أقوال المتحدثين، إلا أن “العزم” و”الحسم” و”نينوى لأهلها” تسعى لكسر الاحتكار السياسي وتوسيع نفوذها في المحافظات الغربية والشمالية، في مشهد يعكس تحولات عميقة في الخريطة السنية العراقية.
