Skip links

“المبعوث الثالث” إلى بغداد.. ظل ترمب في العراق للعب دور حاسم

تقارير

شفق نيوز ــ خاص

يثير تعيين الكلداني العراقي مارك سافايا، مبعوثاً خاصاً إلى العراق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الكثير من الاهتمام في العراق، في محاولة لفهم الخطوة الأميركية وخلفية هذا الرجل المعروف بقربه من ترمب، لكنه بات يتولى الآن منصباً حساساً بإمساكه بالملف العراقي، على الرغم من أنه لم يسبق له أن تولّى أيّ منصب مسؤول، لا على مستوى الولايات، ولا على مستوى سلطات الدولة الفدرالية.

ومارك سافايا، هو ثالث مبعوث أميركي إلى العراق، منذ بول بريمر، 2003، وبعد بريت ماكغورك، في مرحلة الحرب ضد داعش عام 2014.

ويظهر مارك سافايا كشخصية تجمع بين عالم الأعمال والسياسة، ويُظهر حسابه على “إنستغرام”، حيث يتابعه أكثر من 94 ألف شخص، العديد من الصور التي تجمعه بترمب، والتي تعكس الجانب الشخصي في علاقتهما، بما في ذلك في مكتب الرئيس الأميركي في البيت الأبيض وغيرها، إلى جانب صور له مع شخصيات سياسية وإعلامية وترفيهية بارزة عديدة.

وعلّق سافايا على تعيين ترمب له مبعوثاً خاصاً إلى العراق، في منشور على “إنستغرام”، قائلاً: “أشعر ببالغ التواضع والشرف والامتنان للرئيس دونالد ترمب لتعيينه لي مبعوثاً خاصاً إلى جمهورية العراق. وأنا ملتزم بتعزيز الشراكة الأميركية العراقية بقيادة الرئيس ترمب وتوجيهاته. شكراً لك، سيدي الرئيس.. سأعمل على بناء جسور من الثقة والتعاون لتحقيق أمنٍ مستدام في العراق والمنطقة“.

وعُرف سافايا بنشاطه الكبير في ولاية ميشيغان الأميركية، وأظهر قدرة على التأثير في الجماهير، خصوصاً في المجتمعات غير التقليدية، مما جعله يلعب دوراً محورياً في زيادة نسبة التصويت بين الجاليات العربية والمسلمة في ميشيغان لتصل إلى أرقام قياسية.

ويُعتبر سافايا من المنتمين إلى تيار “MAGA” المؤثر (المعروف باسم لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً)، الذي يُعتقد أنه لعب دوراً أساسياً في صعود ترمب ثم عودته الناجحة إلى البيت الأبيض، ويضم، بشكل متنوع، العديد من الشخصيات الإعلامية والسياسية والناشطين المؤثرين.

ووفقاً لصفحته على “لينكدإن”، فإن سافايا، المقيم في ميشيغان، لا يمتلك أيّ خبرة حكومية على المستوى المحلي أو الولائي أو الفدرالي، وهو رجل أعمال ناشط في المنطقة المحيطة بديترويت، حيث أسّس سلسلة متاجر لبيع الماريجوانا تُدعى “ليف أند باد”، والمخصصة للاستخدامات الطبية والترفيهية، وهي شركة كانت، بحسب ما ذكرت صحيفة الإندبندنت، قد تعرّضت لانتقادات من قادة ديترويت بسبب لوحاتها الإعلانية الجريئة التي روّجت لشعار: “تعال واحصل عليه. حشيش مجاني.”

ومع ذلك، عبّر ترمب عن ثقته الكبيرة بمسيرة سافايا، قائلاً إنه “يمتلك فهماً عميقاً للعلاقات الإقليمية وله اتصال مباشر بالمجتمعات العراقية، وهذا ما يجعل تعيينه خطوة مهمة لتعزيز مصالح أمريكا في الشرق الأوسط”، مضيفاً: “نحن نثق بقدرة مارك على دفع أجندتنا وحماية مصالحنا في العراق، خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة“.

ولفتت الإندبندنت إلى أن شركة سافايا “ليف أند باد” قامت بحملة تسويقية مكثفة على الطرقات في ديترويت، مما دفع قادة المدينة إلى إصدار مرسوم يقيّد مثل هذه الإعلانات.

وبحسب موقع Reddit، فقد أُغلق فرعان من فروع “ليف أند باد” منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ولم يتبقَّ سوى ثلاثة فروع تقليدية تابعة للشركة على موقعها الإلكتروني. وبحسب الإندبندنت، فإن الموقع جرى تحديثه لإزالة الإشارات إلى سافايا نفسه، بما في ذلك “مجموعة مختارات مارك سافايا“.

لكن هناك تصريحاً لسافايا يعود إلى عام 2020، يقول فيه: “من الجيد أن تنتج القنب من البذور وتبيعه. إنها عملية نمرّ بها بدلاً من شرائه من مركز زراعة مختلف. نصنعه بأنفسنا، ونريد التأكد من أنه منتج نظيف، وأن كل ما نقوم به يخضع لمراقبتنا“.

ولفتت الإندبندنت إلى أنها تواصلت مع “ليف أند باد” لمحاولة تأكيد دور سافايا الحالي في الشركة التي كانت قد عرّفته سابقاً على موقعها الإلكتروني بأنه “صاحب رؤية” وراء سلسلة محلات القنب الطبيعي التي سوّقت لنفسها بشعار “تعال واحصل عليه. حشيش مجاني“.

ومن المعلوم أن ترمب معروف بمعارضته الشخصية لتعاطي المخدرات، لكنه خفّف من حدّة موقفه في السنوات الماضية، وأيّد استفتاء فلوريدا لتقنين الاستخدام الترفيهي للماريجوانا في عام 2024، كما دعا خلال حملته الانتخابية إلى إعدام تجّار المخدرات. وفي عام 2019، أشاد بالصين لاستخدامها عقوبة الإعدام في بعض القضايا الخطيرة المتعلقة بالمخدرات، وأمر مؤخراً بشنّ غارات جوية استهدفت زوارق في منطقة البحر الكاريبي بادعاء تهريبها المخدرات، وهو ما أثار العديد من الانتقادات ضده باعتبار أن هذه الضربات غير قانونية.

وبرغم ذلك، كتبت الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي اختُطفت في العراق لأكثر من عامين، على منصة إكس “أهنئ مارك سافايا على هذا التعيين المهم. لعب مارك دوراً محورياً في تحريري بعد 903 أيام من أسر كتائب حزب الله، وهي ميليشيا عراقية تعمل لصالح إيران، دون أي مقابل. هذا خبر سيئ للغاية لكل من يخدم مصالح إيران في العراق ويسعى لتقويض السيادة العراقية“.

وقالت تسوركوف، في إجابة لها على تعليق لأحد مستخدمي “إكس” أعرب عن قلقه من أن تحاول الميليشيات الموالية لإيران التلاعب بسافايا: “هذا مستحيل. إنه يعارض الميليشيات بشدة”.

اترك تعليقًا

عرض
Drag