نتنياهو يقول إن “المعركة لم تنته” بالنسبة لإسرائيل، ووزير الدفاع يهدد باستئناف القتال
تقارير
BBC
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن “المعركة لم تنته” بالنسبة لبلاده، متعهداً بتأمين عودة رفات جميع الرهائن من قطاع غزّة.
وأضاف نتنياهو في مراسم رسمية أقيمت في مقبرة جبل هرتزل في القدس: “المعركة لم تنته بعد، لكن الشيء الوحيد الواضح هو أن كل من سيرفع يده علينا يدرك أنه سيدفع الثمن غالياً”، معتبراً أن إسرائيل “تقف في الخط الأول للمواجهة بين الهمجية والحضارة“.
وتابع: “نحن مصممون على تأمين عودة جميع الرهائن”، وذلك غداة إعلان حركة حماس أنها أعادت كل جثث الرهائن التي تمكنت من الوصول إليها، وأنها ستحتاج إلى معدات خاصة لانتشال بقية الجثث.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق التعرف على هوية جثتي الرهينتين إنبار هايمان ومحمد الأطرش اللذين سلّمت حركة حماس رفاتهما مساء الأربعاء.
وأورد الجيش في بيان أنه “بعد انتهاء عملية التعرف على الهوية التي أجراها المعهد الوطني للطب الشرعي… أبلغ ممثلو تساحال عائلتي إنبار هايمان والسارجنت محمد الأطراس أنه تمت استعادة جثتيهما لدفنهما“.
وكانت إنبار هايمان، رسامة غرافيتي من حيفا، في الـ 27 من العمر عندما قُتلت في مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما لقي محمد الأطرش وهو جندي من البدو عمره 39 عاماً، حتفه في القتال أثناء الهجوم، وأُبلغت عائلته بمقتله في يونيو/حزيران 2024.
وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على إكس معزياً أهاليهما في مقتلهما، بينما أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان أن “الحكومة الإسرائيلية تشاطر عائلتي هايمان والأطرش وجميع عائلات الرهائن الذين قُتلوا ألمها العميق“.
وتابع: “يتعين على منظمة حماس الإرهابية احترام التزاماتها تجاه الوسطاء وإعادة (جثث جميع الرهائن) في إطار تنفيذ الاتفاق” مؤكداً “لن نقوم بأي مساومة“.
وكان كاتس قد هدد ليل الأربعاء باستئناف القتال ضد حماس في غزة إذا لم تلتزم الحركة بكامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أنّه أمر الجيش بإعداد “خطة لسحقها” في حال تجدّد القتال.
وقال كاتس في بيان: “إذا رفضت حماس الالتزام بالاتفاق، فإنّ إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، ستستأنف القتال وستعمل على إلحاق الهزيمة الكاملة بحماس، وتغيير الواقع في غزة، وتحقيق كل أهداف الحرب“.

الرقيب أول محمد الأطرش وعنبر هيمان، رهينتان سلمتهما حماس لإسرائيل مؤخراً.
في سياق ذلك، ذكرت مصادر إغاثية تركية، أنه تم إرسال فريق تركي متخصص في البحث عن جثث القتلى إلى قطاع غزة، للمساعدة في انتشال جثث الرهائن الإسرائيليين، الذين لقوا حتفهم خلال احتجازهم في القطاع، ويُعتقد على نطاق واسع، أنها لا تزال موجودة تحت ركام المباني المدمرة، وداخل أنفاق عميقة تحت سطح الأرض.
وذكرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” أنه تم إرسال فريق مؤلف من 80 فني بحث وإنقاذ إلى قطاع غزة بتوجيهات مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحد الموقعين على وثيقة إنهاء الحرب في غزة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة استلام رفات 45 فلسطينياً أعادتها إسرائيل.
وقالت الوزارة في بيان إنها استلمت “45 جثماناً لشهداء تم الإفراج عنهم اليوم (الأربعاء) من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبواسطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 90 جثماناً“.
وكانت حركة حماس قد رفضت اتهامات إسرائيل لها بـ”المماطلة” في تسليم جثث رهائن إسرائيليين قُتلوا أثناء احتجازهم في قطاع غزة، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة على سير المفاوضات الجارية في القاهرة.
وقالت مصادر مصرية وفلسطينية مطّلعة، لبي بي سي، إن حركة حماس تواجه صعوبات في استخراج رفات الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا أثناء احتجازهم داخل القطاع، وذلك بسبب وجود بعضها في مواقع غير معروفة، نتيجة انهيار عدد من الأبراج السكنية خلال الحرب، إضافةً إلى مقتل عناصر من الوحدات الخاصة التي كانت تتولى تأمين تلك الجثامين، ما أدى إلى فقدان قنوات الاتصال والمعلومات حول أماكنها.
وأضافت المصادر أن حماس “لم تكن تدرك في البداية مدى حساسية مطلب تسليم الجثث بالنسبة لإسرائيل، قبل أن يتضح أن المسألة تمثل شرطاً محورياً في مسار تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار“.
وأشار مصدر مصري إلى أن الفِرق الفنية تدرس سبل تسريع عمليات البحث والاستعادة، مؤكداً مشاركة فِرق وآليات مصرية وقطرية في أعمال رفع الأنقاض والبحث داخل القطاع.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كريستيان كاردون، إن تسليم جثث الرهائن والمعتقلين الذين قُتلوا في الحرب سيستغرق وقتاً طويلاً ويمثل تحدياً هائلاً، مشيراً إلى أن الدمار الواسع في غزة يجعل عملية العثور على الجثث “شديدة التعقيد”، مضيفاً أن “هناك احتمالاً بعدم العثور على جميع الجثث“.
ترامب: لا حاجة لتدخُّل الجيش الأمريكي

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض مبانٍ مدمرة في حي في مدينة غزة، بعد سريان وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من قطاع غزة.
فلسطينيون يسيرون بين أنقاض مبانٍ مدمرة في حي في مدينة غزة، بعد سريان وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من قطاع غزة.
وذكرت مصادر دبلوماسية مصرية ومصدر عسكري أمريكي لبي بي سي أن الوفود المشاركة في محادثات تجري حالياً في القاهرة بشأن خطة إنهاء الحرب في غزة، اتفقت على إنشاء مركز قيادة ميداني لتثبيت وقف إطلاق النار في القطاع، تتمثل مهمته الرئيسية في الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالإضافة إلى جهود إعادة إعمار القطاع.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء، إنه “لا يوجد سبب يدفع الجيش الأمريكي للتدخل في غزة“.
وأشار ترامب إلى أن “حماس تبحث عن جثامين الرهائن القتلى، ولكن بعض الجثامين موجودة في الأنفاق“.
وأضاف في تصريحات صحفية، “حماس تحفر بالفعل بحثاً عن جثث الرهائن وبعض الجثث مدفونة منذ وقت طويل وبعضها تحت الأنقاض“.
وجدد ترامب تلويحه باستخدام القوة لنزع سلاح حماس، إذ قال “نريد من حماس أن تتخلى عن سلاحها وقد وافقت على ذلك وإنْ لَمْ تفعل فسنتولى نحن الأمر“.
وكان ترامب قد قال إنه قد يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “باستئناف العمل العسكري” في غزة “إذا لم تلتزم حركة حماس بجانبها من اتفاق وقف إطلاق النار“.
وصرّح ترامب لشبكة سي إن إن، الأمريكية، بأن الجيش الإسرائيلي “يمكن أن يعود إلى الشوارع بمجرد أن أنطق الكلمة”. وتابع: “ما يحدث مع حماس سيُحسم بسرعة“.
حماس تتهم إسرائيل بخرق الاتفاق

مركبات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر تصل لنقل رفات رهائن إسرائيليين سلمتهم حماس في مدينة غزة، 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025
المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، قال إن الحركة “تتابع تنفيذ ما اتُفق عليه في موضوع تسليم جثث الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى كتائب القسام ضمن التزامها باتفاق وقف الحرب على قطاع غزة“.
وأكد قاسم في بيان مقتضب، أن “الاحتلال ارتكب خرقاً واضحاً لاتفاق وقف الحرب بقتله المدنيين في الشجاعية ورفح”، داعياً الوسطاء إلى “إلزام الاحتلال بتعهداته الواردة في الاتفاق“.
هذا، وسيُسمح لسكان غزة الذين غادروه خلال الحرب بالعودة إلى القطاع للمرة الأولى، وسيُسمح لآخرين بالمغادرة عبر معبر رفح، وذلك بعد الحصول على موافقة أمنية إسرائيلية، وفقاً لهيئة البث.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، أن مستشفيات القطاع استقبلت 25 قتيلاً بينهم 16 انتشلت جثثهم، و35 إصابة، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وارتفعت حصيلة قتلى الحرب إلى 67.938 وعدد المصابين بلغ 170.169 وذلك منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق الوزارة.
“نريد الوصول الآن… وبلا عوائق“

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب المصري من معبر رفح تنتظر العبور إلى قطاع غزة في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2025
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب المصري من معبر رفح تنتظر العبور إلى قطاع غزة في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2025
أكد الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن المساعدات الإنسانية لن تمر عبر معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، مشدداً على أن هذا الأمر “لم يُتفق عليه في أي مرحلة“.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (كوغات) في تصريح لبي بي سي إن الاستعدادات مستمرة لفتح معبر رفح “لحركة الأفراد فقط”، على أن يتم الإعلان عن موعد افتتاحه في وقت لاحق “عند استكمال التجهيزات“.
وأوضح المتحدث باسم “كوغات” أن المساعدات الإنسانية تستمر في الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم ومعابر أخرى، وذلك بعد إجراء الفحوصات الأمنية اللازمة، و”وفقاً للاتفاقيات الموقّعة“.
في السياق، حضّت الأمم المتحدة إسرائيل على فتح كلّ المعابر “فوراً” لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر والمدمّر.
وقال توم فليتشر، مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في مقابلة مع وكالة فرانس برس في القاهرة: “نطالب بالوصول من دون عوائق”، مضيفاً “نريد أن يحصل ذلك الآن في إطار اتفاق” وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
ويتوجه فليتشر الخميس إلى معبر رفح من الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة المغلق منذ أشهر عدة.
وقال: “نريد أن تكون جميع المعابر مفتوحة، وأن يكون الوصول إليها متاحاً بلا عوائق. يجب أن نتمكن من إيصال المساعدات على نطاق واسع“.
ولا يزال هذا المعبر الحيوي لتدفّق المساعدات الإنسانية التي تنتظر الدخول من الجانب المصري مغلقاً.
وتسمح إسرائيل حالياً بدخول المساعدات الإنسانية بشكل أساسي عبر معبر كرم أبو سالم في جنوب إسرائيل، غير أنّ المنظمات الإنسانية تشكو من التأخير على المستوى الإداري وعمليات التدقيق الأمني التي تعيق وصول الإمدادات الحيوية.
وفي قطاع غزة، يعترض السكان الجائعون بانتظام شاحنات المساعدات حيث يستحوذون على الطعام، ممّا يمنع التوزيع المنظّم للفئات الأكثر تضرّراً، بحسب ما أفاد مصدر إنساني لوكالة فرانس برس الأربعاء.
“الاعتداء” على مروان البرغوثي

مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح في الضفة الغربية، مقيد اليدين ويلوح بعلامة النصر، محاط برجال الشرطة الإسرائيليين
وفي الضفة الغربية المحتلة، قال مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس إن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي تعرّض للاعتداء بالضرب من قبل قوات إسرائيلية أثناء نقله من سجن ريمون إلى سجن مجدو في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وأوضح المكتب في بيان عبر تلغرام، أن “ثمانية عناصر من وحدة نحشون الإسرائيلية شاركوا في الاعتداء، ما أدى إلى فقدان البرغوثي الوعي وإصابته بكسور في أربعة من أضلاعه“.
ماذا نعرف عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي هدده بن غفير في السجن؟
والبرغوثي، أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، يُعد من أبرز القيادات الفلسطينية المعتقلة في السجون الإسرائيلية، حيث يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد و40 عاماً إضافية، بعد إدانته بالمسؤولية عن هجمات أدت إلى مقتل إسرائيليين.
وفي نفس السياق، نفّذت القوات الإسرائيلية، فجر الأربعاء، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، استهدفت منازل عدد من عائلات السجناء الذين أطلق سراحهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة..
ففي مدينة رام الله، اقتحمت قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي مخيم قدورة، وداهمت منازل المعتقلين المُبعَدين عماد وجهاد الروم ومحمد الصعيدي ورائد أبو الظاهر ورمزي عبيد، حيث حذّرت عائلاتهم من إقامة أي مظاهر استقبال أو احتفال.
كما امتدت المداهمات إلى مدينة بيت لحم ومخيم الدهيشة، وبلدة كفر عقب شمال القدس، وبلدة قباطية جنوب جنين، وسط انتشار عسكري كثيف.
