نتنياهو يصر على احتلال غزة … مسؤول اممي : ستحصل تداعيات كارثية
تقارير
حذّر مسؤول رفيع المستوى بالأمم المتحدة من توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة، معتبراً أن ذلك يهدّد بـ”تداعيات كارثية”، وذلك في ضوء التقارير التي أفادت بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ينظر في احتلال كامل للقطاع المدمّر.
وقال ميروسلاف ينتشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا ووسط آسيا والأمريكتين، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: “إن القانون الدولي واضح في هذا الشأن، إنّ غزة جزء ويجب أن تظل جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية“.
وشدّد ينتشا على أنّ توسيع نطاق الحرب “يهدد بتداعيات كارثية على ملايين الفلسطينيين، وقد يشكل خطراً أكبر على أرواح من تبقى من الرهائن الإسرائيليين في غزة“.
وأضاف المسؤول الأممي: “ما من حلّ عسكري للنزاع في غزة أو للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الأوسع نطاقاً“.
عُقد اجتماع مجلس الأمن الدولي ليل الثلاثاء/الأربعاء في نيويورك بطلب من إسرائيل، لمناقشة قضية الرهائن في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلال الاجتماع، جدّد ينتشا الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “للإفراج فوراً وبدون شروط عن جميع الرهائن“.
وأعرب عن أسفه إزاء مواصلة إسرائيل “فرض قيود مشدّدة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة”، لافتاً إلى أنّ “ما يُسمح بدخوله لا يكفي الاحتياجات على الإطلاق“.
وقال إنّ “الجوع في كل مكان في غزة، يظهر بادياً على وجوه الأطفال ويأس الآباء الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى الاحتياجات الأساسية“.
ما الذي يعنيه الاحتلال الكامل لغزة؟
يُصرّح الجيش الإسرائيلي بأنه يُسيطر حالياً على حوالي 75 في المئة من أراضي قطاع غزة – وهي مناطق تضمّ معظم السكان النازحين بالكامل تقريباً، والبالغ عددهم 2.1 مليون نسمة. تقع هذه المناطق في الغالب في الشمال والجنوب.
يتطلب الاحتلال العسكري الكامل إرسال عشرات الآلاف من القوات الإضافية، للسيطرة على بقية الإقليم، بما في ذلك القطاع الساحلي والمنطقة الوسطى والعاصمة مدينة غزة.
يشمل الساحل منطقة المواصي، وهي “منطقة آمنة” مدنية خصّصتها إسرائيل، حيث يأوي ما يصل إلى نصف مليون فلسطيني في ظروف مكتظة وقاسية. سيؤدي أي عمل عسكري في مناطق أخرى حتماً إلى تهجير المزيد من الفلسطينيين.
وسيشمل ذلك أيضاً التوغل في معاقل حماس المتبقية، بما في ذلك المناطق التي يُعتقد أن الرهائن محتجزون فيها.
تخشى عائلات الرهائن الإسرائيليين من أن يزيد هذا من احتمالية قتل الرهائن على أيدي خاطفيهم. في أغسطس/آب الماضي، عُثر على ستة رهائن مقتولين، ويُعتقد أنهم أُطلق عليهم النار قبيل وصول جيش الدفاع الإسرائيلي إلى موقعهم.
من وجهة نظر الأمم المتحدة، كانت غزة بالفعل تحت الاحتلال الإسرائيلي – حتى بدون وجود عسكري على الأرض – قبل الغزو الذي أعقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتقول الأمم المتحدة إن الاحتلال، الذي بدأ عام 1967، لم ينتهِ بسحب إسرائيل جميع قواتها ومستوطنيها من القطاع عام 2005، لأن إسرائيل احتفظت بالسيطرة على المجال الجوي والمياه الساحلية والحدود المشتركة لغزة.
