Skip links

من يحاسب أصحاب الوعود الكاذبة؟

مقالات

الذهاب إلى صناديق الاقتراع ليس خيارًا بل واجبًا أدبيًا وأخلاقيًا تجاه وطننا وشعبنا

مشتاق الربيعي

كل دورة انتخابية، يعيش المواطنون آمالًا كبيرة: يسمعون وعودًا براقة من بعض المرشحين، ويستمتعون بحكايات تشبه ألف ليلة وليلة. ثم، وبعد أن تمر الانتخابات، تتحول تلك الأحلام — وللأسف — إلى سراب، وبعض الناس يغيّر رقم هاتفه ولا يلقَى التحية حتى.

نحن الآن أمام مفصلٍ جديد في تاريخ العراق، كما قالت المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف : “المجرب لا يُجرَّب” — وهذه دعوة صادقة لاختيار من هو الأصلح لتمثيل الشعب. فالوعد عند المسؤول أمانة، وهو واجب أخلاقي تجاه وطننا وشعبنا. لذا يجب أن نضع مصلحة العراق فوق أي ارتباطات عشائرية أو طائفية أو مصالح شخصية.

الواقع السياسي الآن يفرض على الناخبين أن يقرأوا جيدًا: لدينا جيلاً شابًا بروح وطنية عالية شارك في الانتخابات، فلماذا لا نقف إلى جانبه؟ فالكثير من وجوه الجيل السياسي الحالي سقطت أوراقهم — كما سقطت أوراق الخريف — بسبب إخفاقات كبيرة في إدارة شؤون البلاد والعباد على مدار أكثر من عقدين. كثير منهم يعانون من إفلاس سياسي واضح، وهذا ما تظهره تصريحاتهم في وسائل الإعلام.

مقاطعة الانتخابات نعدها خطأً كبيرًا. فقد جربها المواطنون في الدورات السابقة، وكانت النتائج مخيبة للآمال. لذا، فإن الذهاب إلى صناديق الاقتراع ليس خيارًا بل واجبًا أدبيًا وأخلاقيًا تجاه وطننا وشعبنا، كما ذكرنا سابقًا. المشاركة الفاعلة هي الطريقة الوحيدة لتصحيح المسار السياسي ومحاسبة من يخلف وعوده.

إذا أردنا تصحيح المسار السياسي للعراق فلا سبيل أمامنا إلاّ الذهاب إلى صناديق الاقتراع. واجبنا أن نقوم بثورةٍ بنفسجية ضد الفساد والمفسدين: انتخاب من يحمِل مشروعًا واضحًا، ونراقبه ونحاسبه عندما يخلف وعوده. المواطنة الفاعلة ليست مجرد تصويتٍ وحسب، بل متابعةٌ ومساءلة دائمة

اترك تعليقًا

عرض
Drag