من نتائج جرائم الصهاينة “واحد فقط سيعيش”.. نقص المعدات بغزة يدفع الأطباء لـ”المفاضلة” بين الأطفال
تقارير
تعيش مستشفيات قطاع غزة حالة طبية وإنسانية حرجة، مع تفاقم معاناة الأطفال حديثي الولادة في أقسام الحضانة، نتيجة تداعيات الحرب والحصار المستمر، وما يرافقهما من نقص حاد في المستلزمات الأساسية والأدوية والمعدات الطبية.
قصص مأساوية
تمارة رشدي الغولة، عمّة الطفل سلمان، قالت لوكالة شفق نيوز، إن “ابن شقيقها المولود في الرابع من اب/ أغسطس الجاري أُدخل إلى مستشفى (شهداء الأقصى) ووُضع في الحضانة بعد إصابته بارتفاع شديد في الحرارة بلغ 39.5 درجة مئوية، إضافة إلى الجفاف، واصفرار الجلد، والتهابات في منطقة السُّرة“.
وأوضحت أن “والده قُتل قبل أن يراه، وأن العائلة تواجه صعوبة شديدة في توفير مستلزمات الطفل الأساسية“.
وتابعت: “لا يوجد حليب أطفال ولا حفاضات متوفرة بسهولة، وإذا وجدت فإن أسعارها مرتفعة جداً، ونحن لا نملك القدرة على شرائها بشكل يومي، خاصة في ظل توقف الدخل وغياب المساعدات الكافية“.
وأشارت إلى أن “الوضع في الحضانة صعب، حيث يتشارك الأطفال المكان رغم اختلاف أمراضهم، ما يزيد من احتمالية انتقال العدوى”، مؤكدة أن “الطفل دخل الحضانة لمشكلة محددة، لكن هناك خشية من إصابته بمضاعفات أخرى بسبب الاكتظاظ ونقص التعقيم“.
في زاوية أخرى من نفس المستشفى تجلس إيناس حميد، والدة طفل حديث الولادة ، وتقول لوكالة شفق نيوز، إن “ارتفاع أسعار الحفاضات والحليب دفع كثيراً من الأسر إلى تقليل عدد مرات تغيير الحفاضات لأطفالهم، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بأمراض جلدية والتهابات“.
وأضافت: “حتى إذا تمكنا من شراء علبة حليب أو عبوة حفاضات اليوم، قد نعجز عن توفيرها غداً، فالأسعار خيالية ولا تتناسب مع أوضاع الناس تحت الحصار“.
وأشارت إلى أن “بعض الأمهات يضطررن لاستخدام الحفاضات لفترات أطول من المعتاد، أو البحث عن بدائل غير صحية، الأمر الذي يهدد صحة الأطفال ويعرضهم لمضاعفات خطيرة“.
ولفتت إلى أن “هذه الأزمة تزيد من معاناة الأسر التي لديها أطفال في الحضانة، خاصة في ظل عدم توفر بيئة مكيّفة ومعقمة، مما يرفع خطر العدوى“.
مفاضلة بين الاطفال!
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الفلا مدير قسم الأطفال والتوليد في مجمع ناصر الطبي للوكالة، إن “أقسام الحضانة في مستشفيات غزة تعتمد بشكل كامل على المولدات الكهربائية التي تواجه نقصاً حاداً في الوقود، ما يهدد استمرارية تشغيل الأجهزة الحيوية“.
ولفت إلى أن “هناك نقصاً كبيراً في أجهزة التنفس الصناعي الخاصة بالخدج (C-PAP)، الأمر الذي يجبر الأطباء أحياناً على المفاضلة بين الأطفال، ومنحه لمن يملك فرصة أكبر للوضع على هذا الجهاز بسبب النقص الشديد“.
وأضاف أن “الاكتظاظ وصل إلى حد وضع ثلاثة أطفال على سرير واحد في بعض الحالات، إلى جانب النقص الكبير في الحليب والمكملات الغذائية، وضعف المتابعة الطبية للأطفال بعد خروجهم من المستشفى، ما يجعلهم أكثر عرضة لسوء التغذية والأمراض“.
ويؤكد مختصون أن استمرار الحرب والحصار يفاقمان هذه الأزمة، في ظل ضعف تغذية الأمهات الحوامل وصعوبة وصولهن إلى المستشفيات، وغياب بيئة صحية آمنة داخل الأقسام، مما يرفع خطر انتقال العدوى بين الأطفال، ويضع حياة المواليد الجدد في دائرة الخطر بشكل يومي.
