معهد أمريكي ينصح ترامب برؤية العراق من “عدسة مختلفة”
تقارير
اقترح معهد “منتدى الشرق الأوسط” الأمريكي على الولايات المتحدة تجنب إشعال حرب مع العراق، وبدلاً من ذلك إيفاد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، لكي يزور بغداد التي يتحتم على واشنطن أن تبدأ بالنظر إليها من خلال عدسة العام 2025، وليس العام 2003 التي “عفا عليها الزمن“.
وقال المعهد الأمريكي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إن بغداد خاضت التحول فقط خلال العامين الماضيين، حيث تشهد حركة مرورية كثيفة عبر المنطقة الخضراء السابقة، وهناك طريق سريع يمر بالقرب من نهر دجلة في قلب المدينة، وجسوراً وطرقاً سريعة.
وأشار إلى أن السفارة الأمريكية التي كلفت مليارات الدولارات وكانت تخيم على شاطئ نهر دجلة، فأنها الآن تبدو “ضئيلة” أمام المباني السكنية الشاهقة، فيما يشارف إعمار الفنادق الكبيرة مثل “موفنبيك” و”ريكسوس” على الانتهاء لتستقبل قريباً المئات من رجال الأعمال القادمين إلى بغداد يومياً لنيل حصتهم من الصفقات التي يتطلع العراق إلى إبرامها.
أما في واشنطن، كما يقول التقرير الأمريكي، فإن الحزبيين والنقاد يرون قرار الرئيس جورج بوش بغزو العراق باعتباره “خطيئة أساسية”، ويشكل مثالاً واضحاً على الحرب التي لا نهاية لها والتي وعد كل من الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب بإنهائها.
أما العراقيون، كما يقول التقرير، فإن لديهم مآخذ أخرى، مشيراً إلى أن العراقيين يقولون إن الكثير من الأموال التي تمول هذه الاستثمارات، هي عراقية، حتى لو أنهم يسعون إلى إيجاد شركاء من الخارج.
وتابع قائلاً إن “نسبة كبيرة من سكان البلد لم يكونوا قد ولدوا عندما بدأت الحرب في العام 2003، وهذا التغيير في الأجيال قاد إلى غرس طاقة جديدة في العراق“.
واعتبر التقرير أن العراق يشهد أيضاً اقتراباً لحدوث تغيير في الأجيال فيما يتعلق بسياساته حيث أن العديد من رؤساء وزرائه بعد الحرب، مثل إياد علاوي، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد المهدي، هم في حالة صحية سيئة، وكذلك قادة الأحزاب والفصائل مثل زعيم منظمة بدر، هادي العامري، ومسعود بارزاني، بينما يحاول السياسيون الأصغر سناً مثل مقتدى الصدر وقيس الخزعلي الآن إعادة ابتكار أنفسهم“.
وبعدما لفت التقرير إلى “استقالة” الفصائل العراقية والميليشيات الشيعية، مع استثناءات قليلة جداً من التدخل في الحرب بين إيران وإسرائيل، قال إن زعماء من شيعة العراق كتبوا إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للاحتجاج على جهود الحرس الثوري لتشجيع بعض الميليشيات على حمل السلاح.
وتابع التقرير أنه في ظل ازدهار النشاطات التجارية وشعور بغداد 2025 بشكل متزايد بانها مثل دبي 1995، فان السياسيين العراقيين يشعرون انهم يمتلكون شيئا جيدا ولا يريدونه ان يخرج عن مساره بسبب الحرب.
في حين أشار التقرير إلى أن ترامب يفضل ألا يتم “إغراق” الولايات المتحدة في الحروب، ويفضل القيام بالأعمال التجارية بدلاً من الإستراتيجيات الدبلوماسية أو العسكرية لتعزيز مصالح أمريكا، رأى أن اختياره للمبعوثين ستيف ويتكوف، ومسعد بولس، على التوالي للشرق الأوسط وأفريقيا، يعكس ذلك.
وتابع التقرير قائلاً إنه برغم ذلك، فأن ويتكوف لم يأتِ إلى بغداد حتى الآن، مضيفاً أنه بمثابة “إغفال خطير”، خصوصاً أن الكثيرين إلى جانب ترامب وحوله ينظرون إلى العراق من خلال عدسة العام 2003 بدلاً من العام 2025.
وذكّر التقرير بأن الرئيس جورج بوش كان يتخيل العراق كبلد يعتنق الديمقراطية ويتجنب الإرهاب، ويزدهر اقتصادياً، وهو لم يكن مخطئاً في إمكانات العراق، وإنما أخطأ في الجدول الزمني اللازم لتحقيق ذلك.
وأضاف التقرير أنه “بدلاً من النظر إلى العراق على أنه خطيئة أصلية ورمزاً للحرب اللانهائية، فأنه يتحتم على ترامب أن يوفد ويتكوف لرؤية العراق الجديد الذي يصبح فيه المصريون والإماراتيون والأتراك والصينيون أغنياء، إلا أن الأمريكيين غائبون بشكل ليس له تفسير“.
وختم التقرير بأن إسرائيل حيدت حزب الله اللبناني، بينما أطاحت جماعة إسلامية مدعومة من تركيا بالرئيس السوري بشار الأسد، مضيفاً أن الاستثمار في الاقتصاد العراقي المزدهر، يمكن أن يكون فعالاً في إبعاد العراق عن الطموحات الإيرانية لـ”محور المقاومة“.
وخلص إلى أن “أكبر هدية يمكن أن يقدمها ترامب لجماعات الرفض المهمشة في العراق في ظل توجه العراق مجدداً إلى الانتخابات، ستكون العمل العسكري”.
