Skip links

مسافرون يعانون وخسائر بمليارات الدولارات.. خطوات “بطيئة” لرفع الحظر الأوروبي عن الطيران العراقي

تقارير

منذ العام 2015 فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على الخطوط الجوية العراقية بسبب مخاوف أمنية وصفت بـ”الخطيرة”، وعدم امتثال الطيران العراقي للوائح الدولية.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لم تجدِ نفعاً وعود العراق بإجراء تحسينات على خطوطه الجوية وامتثاله للمعايير الدولية الخاصة بالطيران، وفشل بإقناع الطرف الأوروبي برفع الحظر.

ووفقاً لمعنيين فإن العراق ما زال يبذل جهوداً ويواصل العمل من أجل رفع الحظر عن “الأخضر العراقي“.

ويقول المتحدث باسم وزارة النقل العراقية، ميثم الصافي، لوكالة شفق نيوز، إن الوزارة تعمل على رفع الحظر الأوروبي من خلال لجنة مختصة تتابع الملف بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” للحصول على شهادات السلامة والجودة، ومنها “إيوسا” وشهادة مشغل البلد الثالث “TCO”.

يوضح أن “رفع الحظر يعتمد مسارين رئيسيين، وهما، معالجة الملاحظات والأخطاء التي حددها الاتحاد الدولي ضمن برنامج إيوسا، وثانيهما الحصول على شهادة TCO”.

ويؤكد أن “الخطوط الجوية العراقية حققت تقدماً واضحاً عبر تنفيذ إصلاحات فنية وإدارية شملت، إنشاء نظام متكامل لإدارة السلامة ومراقبة أداء الطائرات، وتعزيز نظام توكيد الجودة وتحديث دلائل التشغيل وفق متطلبات الطيران المدني والإيكاو، إضافة إلى تطبيق الحقيبة الإلكترونية للطيارين والتي وصلت حالياً إلى مراحلها الأخيرة“.

ويضيف الصافي: “جهود الخطوط الجوية العراقية مستمرة في تطوير أنظمة الصيانة والتخطيط باستخدام برامج عالمية، والتعاقد مع شركات أجنبية للخدمات الأرضية والشحن واستكمال إعداد الطواقم الفنية اللازمة“.

وتهدف هذه الجهود، بحسب الصافي، إلى إعادة فتح الأجواء الأوروبية أمام الطيران العراقي، وهو ما ينعكس إيجابياً على الإيرادات وسمعة الشركة وتنافسها الدولي.

ويلفت أيضاً إلى أنه “تم حتى الآن إنجاز نحو 79% من برنامج التصحيح لـIOSA، وتضمن إدخال إجراءات تشغيلية وإدارية جديدة، وبعد الحصول على شهادة IOSA، يبدأ ملف الخطوط لدى EASA في المراجعة“.

وسبق للشركة العامة للخطوط الجوية العراقية أن وقعت عقود اتفاقيات استشارية مع جهات دولية، ومنها اتفاقية عقد استشاري مع “IATA” لتقديم فريق خبراء يعمل مع الخطوط العراقية على تنفيذ الإجراءات التصحيحية المطلوبة للحصول على شهادة “IOSA” والتهيؤ للحصول على شهادة “TCO”، كما تعاقدت الشركة أيضاً مع مزودي الخدمات.

ويقول الصافي إن “العمل يسير وفق خطة متكاملة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي IATA وسلطة الطيران المدني، حيث تم إنجاز معظم المتطلبات الفنية والإدارية المتعلقة بمعايير السلامة والجودة، بما في ذلك تحسين أنظمة إدارة السلامة SMS وتطبيق نظام مراقبة أداء الطائرات وتطوير إجراءات توكيد الجودة“.

ويتابع: “وبناء على التقدم الذي أحرزته شركة الخطوط الجوية العراقية فمن المتوقع حصول نتائج إيجابية بخصوص رفع الحظر عن الطائر الأخضر خلال الفترة المقبلة، وهو ما يمهد الطريق أمام عودة الرحلات العراقية إلى الأجواء الأوروبية والتي من شأنها الإسهام في ترسيخ مكانة الناقل الوطني، وزيادة الإيرادات، وفتح وجهات جديدة تعزز التبادل التجاري والسياحي وزيادرة الإيرادات“.

ويكشف المتحدث بالوزارة، أن “الخطوط الجوية العراقية حققت إيرادات عالية حيث بلغت في العام 2024 أكثر من 724 مليار دينار عراقي، والرحلات إلى أوروبا ستعظم الموقف المالي للشركة“.

ولتعويض جزء من الخسائر المالية التي تترتب على حظر الرحلات الجوية العراقية إلى أوروبا، قامت الخطوط الجوية العراقية بفتح وجهات جديدة وزيادة الرحلات الإقليمية، إلى جانب تعزيز القدرات الداخلية في مجالات الصيانة والتشغيل، وبذلك، تحول التحدي إلى فرصة للنهوض والتحديث تمهيداً لعودة قوية إلى الأسواق الأوروبية، بحسب الصافي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد مدد في حزيران/ يونيو الماضي، الحظر على الخطوط الجوية العراقية لمدة ستة أشهر أخرى، بسبب نقص متطلبات السلامة، وعدم الامتثال لإرشادات ومعايير الطيران المدني الدولي المعمول بها، وسوء حالة المطارات، وغيرها.

ولن يتمكن “الطائر الأخضر” بسبب التمديد من إجراء رحلات إلى دول الاتحاد الأوروبي، رغم حاجة المواطنين العراقيين إلى القيام برحلات مباشرة من بغداد إلى أوروبا، وهو ما يعرض العراق لخسائر مالية.

ويؤكد خبير الطيران نمير القيسي، أن وجود ما بين أربعة إلى خمسة ملايين عراقي يحتاجون للسفر المباشر من دول المهجر إلى العراق، وأن الحظر الجوي الأوروبي يتسبب “بخسائر مالية فادحة للعراق“.

ويوضح لوكالة شفق نيوز: “لو كان معدل كلفة السفر لكل مواطن عراقي 500 دولار، فإن خسارة العراق تتراوح بين 2 إلى 3 مليارات دولار سنوياً، إضافة إلى ضياع الوقت”، مبيناً أنه “على سبيل المثال تستغرق السفرة المباشرة بين لندن وبغداد نحو خمس ساعات ونصف، أما الترانزيت فقد يستغرق 13 ساعة وهو ما يتسبب بالتعب والإرهاق خاصة للعائلات والأطفال وكبار السن“.

ويشدد على “ضرورة امتلاك العراق خطوطاً سيادية مباشرة مع العواصم العالمية المهمة مثل لندن وباريس ونيويورك وطوكيو وغيرها”، لافتاً إلى أن “تشغيل الأسطول الوطني بأعلى طاقة يمّكن من تدوير رأس مال شركة الخطوط الجوية العراقية وتحقيق أرباح إضافية، إذا تم  تحديث الأسطول من خلال إضافة خبرة عالمية للطواقم“.

 ويشير القيسي إلى “قيام سلطة الطيران المدني بتحول مهم في نوعية إدارة قطاع النقل الجوي، إلا أن الطريق ما زال طويلاً لإجراء إصلاحات تتناسب مع متطلبات هيئة طيران الاتحاد الأوربي”، معرباً عن اعتقاده بعدم رفع الحظر هذا العام.

ويتسبب الحظر الأوروبي على “الطائر الأخضر” بمشاكل عديدة للعراقيين المقيمين في أوروبا خلال سفرهم إلى العراق وعودتهم للبلدان الأوروبية التي يقيمون فيها.

ويقول المواطن العراقي المقيم في السويد، حسام الناصري، إنه يعاني من التعب والإرهاق خلال سفره من السويد قادماً إلى العراق وبالعكس.

ويؤكد لوكالة شفق نيوز، أن “الترازيت يؤدي إلى تأخير الوصول ساعات طويلة، ويلعب فارق التوقيت بين العواصم دوراً في زيادة الإرهاق والخسائر المالية المضاعفة التي نتحملها بسبب الإنفاق على الطعام وشراء بعض الحاجيات الضرورية في المطارات“.

ويضيف: “الرحلة المباشرة بين بغداد وستوكهولم تستغرق نحو 11 ساعة، لكننا نضطر إلى التوقف في الترانزيت ساعات إضافية أخرى ما يجعل الرحلة شاقة ومتعبة“.

اما المواطن العراقي سرمد الطائي، المقيم في هولندا، فيقول لوكالة شفق نيوز: “كنت أزور أهلي في بغداد مرة كل عام ولكن بسبب الحظر الأوروبي وما يرافق ذلك من انعدام الرحلات المباشرة أصبحت لا أزور العراق إلا مرة كل ثلاثة أعوام“.

وتتضاعف معاناة المرضى وكبار السن جراء عدم وجود رحلات مباشرة من وإلى أوروبا، خاصة وأن بعضهم بحاجة إلى رعاية صحية خاصة.

تقول زمن علي إنها اصطحبت أباها في رحلة علاج من بغداد إلى لندن وعانى من ألم شديد بسبب توقف الطائرة لساعات في مطار دبي.

وتضيف في حديثها لوكالة شفق نيوز، إن “رحلة العودة إلى بغداد لم تكن أفضل حالاً من رحلة الذهاب، إذ خضع فور عودته إلى فحوصات طبية بعد تفاقم وضعه الصحي بسبب التعب الذي ناله في المطارات”.

اترك تعليقًا

عرض
Drag