Skip links

كردفان تحترق بصمت: عشرات الآلاف ينزحون والهدنة الدولية تتهاوى

قضايا سودانية

ما يزال السودانيون، يدفعون ثمن الحرب المستمرة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، عبر الموت والنزوح من مكان لآخر، وسط قلق كبير من انهيار مقترحات الهدنة الدولية.

وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان محمد رفعت إن أكثر من 50 ألف نزحوا في منطقة كردفان في السودان منذ 25 أكتوبر الماضي في خضم التصعيد المتزايد للأعمال العدائية هناك.

وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، 19 ديسمبر/ كانون الأول 2025، نبه رفعت إلى أن “الناس في السودان لا ينزحون باختيارهم”، مضيفا أن “النزوح في كردفان لا يحدث بشكل متفرق، “بل لأن الناس خائفون“.

وحذر المسؤول الأممي من تبعات خفض التمويل، وأضاف: “علينا أن نختار أي الأرواح يمكننا إنقاذها، وأي دعم علينا التوقف عن تقديمه. لذلك سنمر بأماكن نعرف أن الناس فيها في أمس الحاجة، لكننا سنتركهم ولن نتمكن من مساعدتهم لأن علينا إعطاء الأولوية لمن هم على وشك الموت”. ولفت إلى أن المنظمة فقدت ما يقرب من 83 مليون دولار من تمويلها، مضيفا: “أدى هذا إلى اضطرارنا إلى تقليص قدراتنا على الأرض بشكل كبير“.

معارك مستمرة

في غضون ذلك، تستمر المعاركُ في إقليم كُردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أحد أهم المناطق الاستراتيجية خلال الحرب، إذ تؤدي السيطرة على كردفان إلى التحكم في خطوط الإمداد بين الخرطوم ودارفور.

هذا التصعيد العسكري في إقليم كردفان يجري وسط أوضاع إنسانية متدهورة، حيث يعاني السكان والنازحون من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “أوتشا”: إن المنظمة الدولية بحاجة إلى مليارين وتسعمئة مليون دولار لمساعدة 20 مليون شخص في السودان العام المقبل.” وأشار إلى أن “هناك 9 ملايين و600 ألف نازح داخل السودان، يعيش العديد منهم في حالة من عدم الاستقرار، لافتاً إلى أن نحو 29 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما تواجه أكثر من 20 منطقة المجاعة.”

وحث مكتب تنسيق الشؤون “الإنسانية جميع الأطراف على احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق في جميع أنحاء السودان.”

الهدنة الدولية.. موقف بورتسودان

في غضون ذلك، تواصل الجهود الدولية، منذ سبتمبر الماضي، تحركاتها لإيقاف الحرب، وضع حد لمعاناة السودانيين، ومن بين ذلك، مقترح الآلية الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ومصر.

وأواخر شهر نوفمبر 2025، رفض قائد الجيش في بورتسودان، عبد الفتاح البرهان، اقتراح وقف إطلاق النار المقدم من اللجنة الرباعية الذي تقدمت به منتصف سبتمبر 2025 ووصفه بـ “أسوأ ورقة”.

اترك تعليقًا

عرض
Drag