قراءة إسرائيلية.. لماذا أنقذت الاستخبارات العراقية أحمد الشرع من محاولة اغتيال
تقارير
شفق نيوز- ترجمة خاصة
رأت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن معلومات الاستخبارات العراقية التي أنقذت حياة الرئيس السوري أحمد الشرع مؤخراً مما يفترض أنه مخطط لاغتياله، يجب أن يشد انتباه إسرائيل في ظل الفوضى القائمة في الشرق الأوسط، لأن الخطوة العراقية تظهر أن “سياسة النجاة”، قد تفتح الأبواب أمام تحالفات جديدة في المنطقة ربما تخدم إسرائيل وأمنها يوماً ما.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير تحت عنوان “العراق ينقذ الشرع.. ومحور إيران يتصدع”، ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه عندما أحبطت الاستخبارات العراقية مؤامرة لاغتيال الشرع، فإن الغرب بالكاد انتبه لذلك، إلا أنه على الإسرائيليين أن ينتبهوا، لأن ذلك ليس تفصيلاً هامشياً في فوضى الشرق الأوسط، وإنما يمثل دليلاً على أن الأرض تتصدع تحت “محور المقاومة” الإيراني.
وفي حين أشار التقرير الإسرائيلي إلى أن العراق وسوريا كانا طوال عقود بمثابة عدوين لدودين، ويحكمهما نظامان بعثيان يتنافسان ويكنّ كل واحد منهما الاحتقار للآخر، قال إنه حتى عندما ربط الرئيس السوري بشار الأسد نفسه بشكل كامل بطهران، فإن العراق لم يحتضن “محور المقاومة” بشكل كامل، وتسمك بالتوازن فيما بين أمريكا وإيران.
وتابع التقرير أنه بعد رحيل الأسد وتولي الشرع السلطة، فإن بغداد ودمشق تعيدان ضبط علاقاتهما بطرق من شأنها أن تثير قلق إيران، والفضول في إسرائيل.
وبحسب التقرير، فإن هذا التدخل من جانب الاستخبارات العراقية لحماية الشرع، يظهر أن هناك علاقة عمل قائمة فعلياً بين بغداد وأجهزة المخابرات السورية الجديدة.
التقرير الإسرائيلي تحدث أيضاً عن أن التقارير تشير إلى أن السلطات العراقية أبعدت ضباطاً سابقين موالين للأسد إلى سوريا، كما سلّمت الشرع ملفات أتاحت له التخلص من موالين للنظام السابق.
واعتبر التقرير أن هذا السلوك يظهر أنه ليس هناك عداوة، وإنما تنسيق، وهو عندما يكون على هذا المستوى فإنه يكون بمثابة موقف معلن، مفاده أن بقاء سوريا لم يعد مرهوناً بطهران وحدها.
ورأى أيضاً أن إيران “مستاءة” حيث أنها أمضت سنوات وهي تحاول توريط العراق في مخططاتها الإقليمية، وإجبار بغداد على رفع راية “محور المقاومة”، مضيفاً أن تصرف بغداد في حماية الشرع، يعتبر “إهانة مباشرة لأجندة طهران“.
وأضاف التقرير أن “هذا يبرهن على أن العراق ليس مستعداً للسماح لإيران باحتكار مستقبل سوريا”، لافتاً إلى أن “كل خطوة تعاون، أمن حدودي مشترك، ونقل معلومات استخباراتية، وإعادة فتح المعابر، هي بمثابة مسمار آخر في نعش حلم إيران بالهيمنة الدائمة على دمشق“.
وتابع التقرير أنه فيما يتعلق بإسرائيل، فإن هذا التطور، أكثر من مجرد رمزي، وهو يظهر بوضوح أنه حتى أشد الأعداء يمكن أن يتوصلوا إلى أرضية مشتركة عندما تكون النجاة على المحك.
وأوضح أنه مع تمكن الاستخبارات العراقية من حماية رئيس سوريا، فإن هذا يعني أنه من الممكن التوصل إلى تفاهمات أمنية عبر خطوط المواجهة التاريخية، لكن سوريا حتى لو كانت ما تزال معادية وليست جديرة بالثقة، إلا أن الظروف تجبرها على الحد من المواجهة مع إسرائيل.
وذكر التقرير أن “الشرع ليس صهيونياً، بل أنه تزعم الجهاديين ثم انقلب عليهم، إلا أن سياسات النجاة تحرك الشرق الأوسط، وأنه إذا كانت النجاة قد ربطت العراق وسوريا معاً في تحدٍ لطهران، فإنه ليس من المستبعد أن تستغل إسرائيل يوماً ما هذه الغرائز نفسها لرسم حدود شمالية أكثر استقراراً“.
ونوه التقرير إلى أن الرئيس السوري ألمح فعلاً إلى اتفاق نهائي محتمل مع إسرائيل يتعلق بالترتيبات الأمنية (قد يؤدي حتى إلى انضمام سوريا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية)، لافتاً إلى أن حقيقة هي أن الاستخبارات العراقية تستثمرفي بقاء الشرع، تجعل هذه المحادثات منطقية أكثر.
وختم التقرير الإسرائيلي بالقول إن “كل تصدع في محور إيران هو فرصة لنا، وهذا التصدع يتسع يوماً بعد يوم، وقرار العراق بإنقاذ الشرع يمثل ضربة مباشرة لطهران، ويشكّل دليلاً على أن محور المقاومة يتصدع”، مضيفاً أن هناك فرصة أمام إسرائيل وعليها استغلالها.
