قبيل انعقادها.. قراءات عربية لشفق نيوز عن قمة شرم الشيخ ومصير “التسوية”
تقارير
شفق نيوز- مصر/ فلسطين/ لبنان/ الأردن
تتباين تحليلات خبراء عرب من مصر وفلسطين ولبنان والأردن عن القمة المنعقدة في شرم الشيخ بمصر، يوم الاثنين، والتي يحضرها عدد من قادة العالم وتركز على سبل إنهاء حرب غزة التي أكملت عامها الثاني، فبين من يراها دفعة جدية نحو إنهاء الحرب وترسيخ سلام شامل، وبين من يحذّر من أن تتحول إلى مجرد استعراض دبلوماسي بلا أثر ملموس.
ففي الوقت الذي يرى خبراء فيه أن القمة لا يمكن أن تكون تمثيلية في ظل قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتحركاته الحاسمة، وسط تصورات جماعية تقودها القاهرة بمشاركة إقليمية غير مسبوقة، ما يمنحها ثقلاً سياسياً يتجاوز الخطابات.
يعتبر آخرون أن القمة تشكّل ضمانة سياسية للمرحلة الانتقالية لا أكثر، تمهيداً لتحولات أوسع في المنطقة، محذرين من أن كل هذه التحركات ستبقى فارغة المحتوى ما لم تُترجم إلى قرارات تنفيذية فورية تنهي الاحتلال وتطلق مساراً سياسياً حقيقياً.
ومن مصر، يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي سمير فرج، أن قمة شرم الشيخ ليست استعراضاً دبلوماسياً، بل تمثل “دفعة جديدة نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط”، خصوصاً أن ترمب هو من يتحكم فعلياً في مسار الاتفاق، وسيسعى لإقناع إسرائيل باستكمال تنفيذ المرحلة الثانية منه.
ويشير فرج خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن “أصعب مراحل الاتفاق، هي نزع سلاح حماس واستكمال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة”، لكن الأمل كبير في أن يتحقق السلام الشامل في المنطقة في ظل الجهود التي يقودها ترمب، بحضور قادة عرب وأوروبيين.
تغيير إقليمي

من جانبه، يرى الخبير في العلاقات الدولية من رام الله، أشرف عكة، أن هذه القمة قد تكون “خطوة جدية نحو مسار سلام حقيقي”، حيث إن خطة ترمب لم تكن فردية، بل جاءت نتيجة تصورات جماعية إقليمية، وأن هناك تحولاً في ديناميكيات الصراع بسبب الأحداث الأخيرة.
ويضيف عكة لوكالة شفق نيوز: “حتى حماس وإسرائيل باتتا مقتنعتين بضرورة إنهاء الحرب، والمنطقة سئمت من الخطابات والوعود، لذلك القاهرة اليوم تتحرك ضمن تنسيق إقليمي يشمل حتى إيران، وهذا غير مسبوق“.
ويشدد على أن أي تسوية لا بد أن تكون شاملة ومتوازنة، ولا يمكن القبول بحل على حساب طرف آخر “فلا يمكن أن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين، وتذهب إسرائيل للاعتداء على لبنان أو سوريا أو إيران، المطلوب هو هندسة جديدة للمنطقة، تُراعي مصالح شعوبها، لا مصالح ترمب أو رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو فقط“.
ليست نهاية
بدوره، يقول عضو مجلس النواب اللبناني مارك ضو، إن قمة شرم الشيخ لا تمثل نهاية المسار بل بداية مرحلة تنفيذية حساسة.
ويوضح ضو لوكالة شفق نيوز: “اليوم يُحشد الدعم والتأييد لتسيير المرحلة الأولى من الاتفاق، والتحضير للمرحلة الثانية التي ستشمل ترتيبات أوسع تتعلق بالسلام والاستقرار في المنطقة“.
أما الباحث السياسي الأردني كمال زغلول، فهو يؤكد أن الاتفاق الذي يدفع به ترمب هو بداية لمرحلة تهدئة إقليمية وليس بالضرورة إطلاق دولة فلسطينية.
ويرى زغلول في حديثه لوكالة شفق نيوز أن “ترمب يريد أن يضع اللبنة الأولى في خارطة طريق جديدة للشرق الأوسط، تشمل حتى إمكانية انخراط إيران في التهدئة، وهذا تطور كبير، ليكون التركيز بعدها على الاستثمار والتنمية الاقتصادية“.
إلزام قانوني
لكن التحذير الأبرز جاء من رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، صلاح عبد العاطي، الذي يشدد على أن أي قمة لا تترجم إلى إجراءات ملموسة ستبقى “استعراضاً بلا أثر استراتيجي“.
وبقول عبد العاطي لوكالة شفق نيوز: “إذا لم ترافق القمة خطة تنفيذية واضحة، وقرارات ملزمة بوقف الإبادة ورفع الحصار والبدء بإعادة الإعمار، فستبقى مجرد مناسبة دبلوماسية رمزية لا أكثر“.

المساعدات الإنسانية ضرورة ملحة بعد وقف اطلاق النار
وخلص إلى أن السلام الحقيقي يبدأ فقط عندما يُطلق مسار سياسي جاد ينهي الاحتلال، وليس بمجرد ترتيبات أمنية مؤقتة.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد توجه صباح اليوم الاثنين، إلى مصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، التي دعا إليها كل من الولايات المتحدة ومصر، لمناقشة جهود إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق مسار سياسي وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية، بمشاركة أكثر من 20 قائداً عالمياً وإقليمياً، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من زعماء الدول الكبرى.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن في 29 أيلول/ سبتمبر 2025، ما سماها “خطة سلام” تتألف من 20 بنداً، تضمنت الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف إطلاق النار ونزع سلاح حركة حماس.
وبعد مفاوضات غير مباشرة بين وفدي حركة حماس وإسرائيل، برعاية أميركية مصرية قطرية، أُعلن الخميس الماضي (9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري) في مدينة شرم الشيخ المصرية عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترمب للسلام في قطاع غزة.
