“ربح مزدوج”.. توقعات ببقاء القوات الأميركية في أربيل لما بعد 2026
تقارير
شفق نيوز- ترجمة خاصة
أبرزت مجلة “فوربس” الأميركية الدور الحيوي الذي يؤديه إقليم كوردستان في الحرب على الإرهاب، حيث أن القوات الأميركية تغادر المحافظات الاتحادية، وتتمركز في أربيل التي تقوم بهذا الدور منذ أكثر من عقد من الزمن.
ووصف التقرير الأميركي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، تمركز القوات في أربيل بأنه ليس مفاجئاً، كما وصف المدينة بأنها بمثابة “موطن للحلفاء الكورد القدامى للولايات المتحدة
وأشار إلى أن “التحركات الأميركية هذه تأتي في إطار تطبيق الانسحاب المرحلي للقوات والذي تم التوصل إليه بين واشنطن وبغداد”، مبيناً أن “القوات الأميركية بدأت بمغادرة قاعدة عين الأسد الجوية في أغسطس/آب، أي قبل الموعد النهائي المتفق عليه في أيلول/سبتمبر 2025“.
وبمجرد اكتمال التمركز الأميركي في أربيل، سيبقى في العراق أقل من 2,000 جندي أميركي، غالبيتهم العظمى في إقليم كوردستان، وفقاً للتقرير الذي أكد أيضاً أنه انطلاقاً من قاعدة أربيل الجوية، فإن واشنطن ستستمر في دعمها لمهمات مكافحة “داعش”، في سوريا المجاورة حتى أيلول/سبتمبر 2026 على الأقل، ما يعني أن أربيل ستكون بمثابة مقر حاسم لاستمرار الدعم والانخراط الأميركي في عمليات مكافحة “داعش“.
وبحسب التقرير، فإنه في ظل ومع وجود خطط لتوسيع عدد مهابط المروحيات في قاعدة أربيل الجوية، الواقعة ضمن مطار المدينة الدولي، قد تبقى القوات الأميركية هناك إلى ما بعد العام 2026، خصوصاً في حال بقي الوضع في سوريا غير مستقر، مضيفاً أن شهر أيلول/سبتمبر الماضي شهد لوحده 25 هجوماً لتنظيم “داعش”، في شمال شرق سوريا ما أدى إلى مقتل 40 مدنياً ومقاتلاً من الحلفاء المدعومين من الولايات المتحدة.
كما لفت إلى أن غارة أميركية في شمال شرق سوريا أدت إلى مقتل قيادي بارز في “داعش”، والذي كان مسؤولاً عن التخطيط لهجمات خارجية، مشيراً إلى أن أربيل بالنظر إلى قربها الجغرافي وسهولة الوصول إليها وامنها النسبي، فأنها تعتبر منصة انطلاق حيوية للقيام بمثل هذه العمليات ضد داعش.
وتابع التقرير، قائلاً: “ليس مستغرباً أن بعض المروحيات التي كانت تقل القوات الخاصة الأميركية التي قتلت زعيم داعش أبو بكر البغدادي في محافظة أدلب السورية في تشرين الاول/اكتوبر العام 2019، كانت قد اقلعت من أربيل”، موضحاً أن “داعش كان في ذروة قوته في حزيران/يونيو 2014، عندما أعلن البغدادي قيام الخلافة على مساحات واسعة كان قد غزاها في العراق وسوريا، ثم بعدها بشهرين اتخذ قراراً بمهاجمة اقليم كوردستان“.
وأوضح أن إدارة اوباما لم تسمح بشن ضربات أميركية ضد “داعش”، إلا عندما اقترب مسلحو داعش من أربيل، وهو ما كان بمثابة بداية الحرب التي قادتها الولايات المتحدة، والتي دمرت في نهاية الامر “دولة الخلافة”، لافتاً إلى أن قوات البيشمركة صمدت في وجه “داعش” لسنوات ومنعته من التوسع أكثر.
وتحدث التقرير، قائلاً إن جهودها مهدت الطريق امام الهجوم العراقي المضاد الذي استعاد لاحقاً الموصل، ثاني كبرى المدن، بينما استعادت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يقودها الكورد والمدعومة من الولايات المتحدة، مدينة الرقة، التي كانت بمثابة “العاصمة” الفعلية لداعش، إلى أن جرى طرد التنظيم في تشرين الأول/أكتوبر 2017، من آخر أراضيه بالقرب من الحدود العراقية بحلول آذار/مارس 2019.
لكن التقرير، نوه إلى أن داعش ما يزال لديه خلايا نائمة وباقية في كل من العراق وسوريا، على الرغم من أنه لم يعد يسيطر على مساحات واسعة من الأرض، مضيفاً أن ذلك يتطلب استمرار الدعم الأمريكي لجهود “قسد” في مكافحة داعش.

قاعدة حرير في اربيل
ووفقاً للتفاصيل، فإن القاعدة في أربيل تتيح للولايات المتحدة مواصلة توفير هذا الدعم الاساسي، خصوصاً أن واشنطن تقوم بعملية تخفيض لقواتها في سوريا من 2,000 إلى أقل من 1500، وعدد قواعدها هناك من 8 إلى قاعدة واحدة فقط، مؤكداً أن الجيش الأميركي يؤدي دائماً دوراً اساسياً في حماية أربيل وحماية تجربة الحكم الذاتي الكوردي منذ حرب الخليج العام 1991، وذلك من خلال منطقة حظر الطيران التي قادتها الولايات المتحدة فوق جزء كبير من المنطقة لحماية الكورد من قوات صدام حسين.
وذكر التقرير، بما قاله الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، في العام 1993، للصحفي ديفيد هيرست أنه تلقى تطمينات من حلفائه بقيادة الولايات المتحدة أنهم سيتدخلون اذا هاجمت قوات صدام المراكز السكانية الكوردية بالمدفعية أو الصواريخ.
وبالإضافة الى ذلك، يرى أن إقليم كوردستان أدى الدور المهم في المنطقة مع بداية حرب الاطاحة بصدام حسين، حيث استخدمت القوات الأميركية قاعدة حرير الجوية في محافظة أربيل، لافتاً إلى أنه خلال حرب العراق التي تلت ذلك، لم يقتل اي جندي أميركي او من قوات التحالف في إقليم كوردستان.
وتناول التقرير استهداف ايران لإقليم كوردستان مباشرة مرتين بصواريخ بالستية في آذار/مارس 2022 وكانون الثاني/يناير 2024، حيث استهدف كلا الهجومين مساكن خاصة لرجال اعمال اثرياء في المنطقة، مبيناً أنه في نيسان/ابريل العام 2024، اعترض نظام الدفاع الجوي الصاروخي الأميركي “ام اي ام-104” (باتريوت) المنتشر في أربيل، صاروخاً باليستياً ايرانياً واحداً على الاقل كان متجها نحو إسرائيل.
“ليس من الواضح ما إذا كان النظام نفسه كان في موقعه نفسه أثناء الهجمات السابقة التي استهدفت اربيل مباشرة، وهو ما دفع البعض الى التساؤل عما اذا كان نظام “باتريوت” هذا لحماية كوردستان، أم إسرائيل، وفقاً للتقرير، الذي رأى أنه في كلتا الحالتين، بالإمكان القول إن الوجود الأميركي في أربيل يمثل ربحاً مزدوجاً لكل من الولايات المتحدة وإقليم كوردستان، اذ أنه بالنسبة لأميركا، لأصبح لديها إمكانية الوصول المضمون إلى قاعدة تتمتع بموقع استراتيجي يمكنها من خلالها ضمان عدم عودة تهديد داعش من الشرق الأوسط.
اما بالنسبة للكورد، فانه في حين أن وجود القوات الأميركية قد يجذب هجمات عرضية للميليشيات على أراضيهم، إلا أن هذا الوجود الأميركي يمثل طمأنينة واسعة بان الإقليم لن تجتاحه قوى مثل “داعش” أو الميليشيات المدعومة من إيران.
