Skip links

خامنئي على مفترق طريق: الانتحار أو الموت

اخبار

خامنئي، الولي الفقيه للنظام، يقف الآن على مفترق طريق، لأنه يدرك أنه إذا تراجع عن سياساته في المجال النووي والصاروخي، أو تدخله في المنطقة، أو قمعه للشعب داخل إيران، فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف سيطرته على الأوضاع، وسيفتح الشروخ داخل نظامه، ويُمهد الطريق لانتفاضة الشعب، مما يؤدي إلى انفجار الأزمات المتراكمة في إيران. ولهذا السبب، فهو غير مستعد للتخلي عن هذه السياسات.

وقد كتب خامنئي في تغريدة أنه “وجّهنا صفعة لأميركا، وإذا لزم الأمر فسنعيد تكرار حادثة قاعدة أميركا في قطر“.

من جهة أخرى، فهو يعلم أن الاستمرار في هذه السياسات سيؤدي إلى مواجهة أوسع مع المجتمع الدولي، وربما إلى حرب جديدة تُضعف النظام أكثر، وتفتح الطريق أمام انتفاضة شعبية وسقوط النظام.

مأزق النظام

يعتقد خامنئي والحرس الثوري أن بإمكانهم السيطرة على الأوضاع من خلال القمع في الداخل، وكسب المزيد من الوقت على الساحة الدولية لإنقاذ النظام.

بسبب خوفه من الانتفاضة، صعّد خامنئي من وتيرة القمع والإعدامات، وفرض ما يشبه حالة الطوارئ غير المعلنة في كافة المدن. فعلى سبيل المثال، في طهران، هناك عدة فرق من الحرس الثوري في حالة تأهب دائم لمواجهة أي انتفاضة شعبية محتملة.

ظهر خامنئي الأسبوع الماضي بعد نحو أسبوعين من اندلاع الحرب، والتقى بمرتزقته في الجهاز القضائي للنظام، الذين يشكلون العمود الفقري للقمع. وفي كلمته، حاول رفع معنويات قواته المنهارة، قائلاً: “لقد انتصرنا…”، وأصدر أوامر بقمع أشد للمجاهدين ولكل من ينشط ضد النظام.

لكن الحقيقة أن النظام قد استنفد كل أوراقه، وفشل في سياساته الإقليمية والدولية. فالعوامل التي ساعدت على بقائه طيلة 46 عامًا قد تلاشت، وسياسة المسايرة الغربية، التي كانت الداعم الأهم لبقاء النظام، وصلت أيضًا إلى طريق مسدود.

تحذيرات مسؤولين سابقين في النظام بشأن خطورة الوضع الراهن

بعض مسؤولي النظام يقولون إن الوضع الحالي يُشبه ما بعد الحرب الإيرانية-العراقية، حيث كان النظام قد انهزم فعليًا في الحرب، واستُنزفت كل موارده، واضطر الخميني إلى قبول وقف إطلاق النار. لكن الحقيقة أن وضع النظام اليوم أسوأ بكثير من تلك المرحلة.

كما يقول بعض خبراء الأمن في النظام إن الوضع الراهن يُشبه عقد الثمانينات، حين كانت منظمة مجاهدي خلق تنفذ عمليات واسعة داخل البلاد، ووجهت ضربات موجعة لقيادات النظام وبُناه التحتية. ويحذرون من أن الظروف مهيأة حاليًا لنشاط المجاهدين، الذين يتقدمون بسرعة.

وقد طالب عدد من المسؤولين السابقين في النظام بالتخلي عن السياسات الحالية.

مير حسين موسوي، رئيس وزراء النظام السابق، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ عام 2009، أصدر بيانًا دعا فيه إلى إجراء استفتاء لتشكيل مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد.

نشاط معاقل الانتفاضة وخوف النظام من مجاهدي خلق

تواصل معاقل الانتفاضة المؤيدة لمجاهدي خلق في الداخل الإيراني توسيع أنشطتها رغم حملات الاعتقال الواسعة، وقامت بإحراق مراكز تابعة للنظام لدفع الشباب نحو الانتفاضة.

في الأسابيع الأخيرة، أطلق خامنئي وممثلوه في مختلف المحافظات، وأئمة الجمعة، وقادة الحرس الثوري، ومسؤولو الأجهزة الأمنية في النظام تحذيرات مستمرة من خطر مجاهدي خلق، وأطلقوا حملات دعائية وخطبًا ضدهم.

في الأسبوع الماضي، أصدرت السلطة القضائية في النظام أحكامًا بالإعدام مرتين ضد ثلاثة سجناء سياسيين من أنصار مجاهدي خلق بتهمة الانتماء إلى المنظمة. وفي الوقت نفسه، صادقت المحكمة العليا للنظام للمرة الرابعة على أحكام الإعدام بحق سجينين آخرين بالتهمة نفسها.

بهذه الأحكام، أكد خامنئي أولاً أن مصدر خوفه الرئيسي هو المجتمع الإيراني المليء بالغضب والجاهز للانتفاض. وثانيًا، أظهر أن التهديد الأكبر لنظامه والبديل الديمقراطي له هو مجاهدو خلق.

النتيجة:

أثبتت الحرب الأخيرة أن إسقاط نظام الملالي لا يمكن أن يتحقق إلا على يد قوة محلية، مضحية ومنظمة داخل إيران. فالحرب الخارجية، حتى لو خاضتها الولايات المتحدة بكامل إمكانياتها الجوية، لن تؤدي إلى إسقاط النظام.

اليوم تتوفر الظروف اللازمة لإسقاط النظام بيد الشعب والمقاومة الإيرانية المنظمة. النظام الحاكم في أضعف حالاته خلال الـ 46 عامًا الماضية. الشعب ساخط ومستعد للانتفاض. وتشكّل شبكة «وحدات المقاومة» التابعة لمجاهدي خلق داخل البلاد القوة اللازمة لقيادة الانتفاضة نحو إسقاط النظام. ففي عام 1403، نفذت هذه الوحدات أكثر من 3000 عملية ضد مراكز الحرس الثوري ومؤسسات القمع التابعة للنظام.

بالتالي، لا يملك النظام طريقًا للمضي قدمًا. سواء اندلعت الحرب أم لم تندلع، فإن مشهد الانتفاضة في الداخل قائم، وخامنئي في مأزق مهما اتجه.

وقد حذّرت بروانه سلحشوري، النائبة السابقة في برلمان النظام عن طهران، قادة النظام الأسبوع الماضي، قائلة: «إيران الآن مثل بركان خامد. أي شرارة، أي حادث غير سار قد يؤدي إلى انفجار. … الآن هو الوقت الذي يجب فيه بذل كل الجهود لكسب رضا الشعب. وإذا لم يفعلوا ذلك، للأسف لن يكون المستقبل مبشرًا».

الحل:

لذلك، فإن الطريق الوحيد لإنقاذ إيران والمنطقة والعالم من شر الملالي الحاكمين هو دعم الشعب والمقاومة الإيرانية.

وفي رسالة مصورة الأسبوع الماضي إلى مؤتمر عقد في البرلمان البريطاني، دعت السيدة مريم رجوي إلى الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام، وبمعركة معاقل الانتفاضة ضد الحرس الثوري. كما دعت إلى تفعيل آلية الزناد في القرار 2231، وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالمشروع النووي للنظام.

وأضافت أن النظام يجب أن يُدرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة باعتباره تهديدًا وشيكًا للسلام والأمن الدوليين، وأن تُشترط علاقات جميع الدول مع هذا النظام بوقف الإعدامات في إيران.

اترك تعليقًا

عرض
Drag