Skip links

ترامب وشي يغادران كوريا الجنوبية بعد محادثات بينهما استمرت لأكثر من ساعة، فما الذي دار بينهما؟

تقارير

bbc

غادر كل من الرئيس الصيني، شي جين بينغ والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب كوريا الجنوبية بعد محادثات بينهما استمرت لمدة ساعة وأربعين دقيقة، في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية.

وكان الرئيس شي قد أبلغ نظيره الأمريكي أن المفاوضين التجاريين من أكبر اقتصادين في العالم قد توصلوا إلى توافق أساسي بشأن صفقة، وذلك عبر مترجم خلال اجتماع الزعيمين.

كما صرّح شي بأن تنمية الصين لا تتعارض مع رؤية ترامب “لجعل أمريكا عظيمة مجدداً”، وفقاً لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

ما هي أبرز الخلافات بين الصين والولايات المتحدة؟

وقال شي لترامب إنه على الرغم من أن البلدين لا يتفقان دائماً في وجهات النظر، إلا أنهما يجب أن يسعيا إلى أن تكون العلاقة تحت عنوان “الشراكة والصداقة“.

وأضاف شي في بداية المحادثات: “يمكن للصين والولايات المتحدة أن تتحملا مسؤوليتهما بشكل مشترك كدولتين كبيرتين وأن تعملا معاً لإنجاز المزيد من الأمور العظيمة والملموسة لصالح بلدينا والعالم أجمع“.

وقال ترامب، خلال لقاء نظيره الصيني في كوريا الجنوبية، إنه من الممكن توقيع اتفاق تجاري مع الصين يوم الخميس.

كما توقع ترامب “أن يكون اللقاء بين الزعيمين ناجحاً، ووصف الرئيس الصيني بأنه مفاوض صعب“.

وشهدت الولايات المتحدة والصين بضعة أشهر مضطربة على الرغم من الهدنة التجارية الهشة في مايو/أيار 2025، والتي وضعت حداً للرسوم الجمركية المتبادلة.

وواصلت الولايات المتحدة تقليص نمو التكنولوجيا لدى منافسيها من خلال فرض قيود صارمة على وصول الصين إلى شرائح الحوسبة المتقدمة التي تنتجها شركة إنفيديا.

وقد بدأت بكين كذلك بتشديد الرقابة على صادراتها من المعادن النادرة، وهي لحظة محورية في الحرب التجارية بالنظر إلى احتكارها شبه الكامل لمعالجة المعادن الحيوية التي تدخل في صناعة الإلكترونيات وتكنولوجيا الطاقة الخضراء والمعدات العسكرية.

كل ما ذكر سابقاً ومصير تطبيق تيك توك المملوك للصين في الولايات المتحدة مطروح للنقاش اليوم على الطاولة .

الرئيس الأمريكي والصيني شي جين بينغ أثناء اجتماعهما في في كوريا الجنوبية يحلسان وبجوارهما ممثلين عن البلدين حول طاولة خشبية وبجانبهما علما الولايات المتحدة والصين.

من حضر الاجتماع؟

كان هناك سبعة أشخاص على كل جانب في الاجتماع. من الجانب الأمريكي، رافق ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ورئيسة الأركان سوزي ويلز، والسفير الأمريكي لدى الصين ديفيد بيردو.

بينما رافق الرئيس الصيني، وزير الخارجية وانغ يي، ونائب وزير الخارجية ما تشاو شيو، ونائب رئيس مجلس الدولة هي ليفنغ، ورئيس الأركان تساي تشي، ووزير التجارة وانغ وينتاو، ورئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشنغ شانجي.

ما النقاط التي يُتوقع أن يناقشها الزعيمان؟

لا توجد معلومات كافية من البيت الأبيض وبكين حول ما سيبحثه الزعيمان. لكن الخبراء يقولون إن أولويات الزعيمين ستكون مختلفة، لكن تلك النقاط كانت محل جدل..

تطبيق تيك توك

كان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قد صرّح بإمكانية إتمام صفقة بيع تيك توك لمشترٍ أمريكي خلال اجتماع ترامب وشي. ولم تُعلن سوى معلومات إضافية قليلة حول شروط الصفقة، ولكن إن وُجدت، فسيكون ذلك بمثابة فوز جديد لترامب.

الرسوم الجمركية:

كما أن الرسوم الجمركية تشكل نقطة خلاف حقيقية، وكان ترامب قد قال في وقت سابق إنه يتوقع خفض الرسوم الجمركية على الصين مقابل تعاونها في الحد من صادرات المكونات المستخدمة في صنع مخدرالفنتانيل.

يواجه ترامب ضغوطًا متنافسة لأن شركات مثل إنفيديا ترغب في بيع رقائقها المتطورة للصين، لكن هناك مسألة تمس الأمن القومي، إذ يقول مسؤولون أمريكيون إن بكين قد تستخدم رقائق متطورة في تطبيقات عسكرية.

كما أن قضية المعادن النادرة مطروحة على الطاولة كذلك، وهي ورقة المساومة النهائية للصين. إذ تُكرّر الصين 90 في المئة من المعادن الأساسية في العالم، وقد استخدمت سيطرتها على العرض كورقة ضغط في الأشهر القليلة الماضية. وتضخّ الولايات المتحدة ودول أخرى استثمارات ضخمة لكسر هذه الهيمنة، لكن النتائج لن تأتي بأكُلها على الفور.

ما أهمية الاجتماع

تنبع أهمية الاجتماع من الخطوات التي سبقته من الطرفين، فقد فرضت الولايات المتحدة والصين زيادات متبادلة في الرسوم الجمركية على بعضهما البعض طوال العام.

في إحدى المراحل، فرض الجانبان رسوماً جمركية تجاوزت 100 في المئة، مما ترك المصنعين والمستوردين في حالة من عدم اليقين.

ما الذي وافقت عليه الصين؟

تقول الصين إنها ستعلق “تطبيق” إجراءات مراقبة الصادرات لمدة عام.

بينما يقول ترامب إن الصين ستشتري كميات كبيرة من فول الصويا من المزارعين الأمريكيين، مما يعيد تنشيط التجارة بعد أن أوقفت بكين عمليات الشراء في وقت سابق من هذا العام.

ما الذي وافقت عليه الولايات المتحدة؟

يقول ترامب إن الولايات المتحدة ستخفض الرسوم الجمركية التي فرضها، بسبب ما يُعتقد أنه فشل الصين في الحد من تدفق المكونات المستخدمة في تصنيع الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

ويقول إنه سيخفضها من 20 في المئة إلى 10 في المئة.

ماذا سيحدث لاحقاً؟

لم يوقع أي اتفاق، لكن ترامب يقول إن اتفاقاً سيتم التوصل إليه “قريباً جداً”، بينما قالت الصين إنه ينبغي على الولايات المتحدة “متابعة” المناقشات.

وقد يساعد ذلك في تعزيز شعبية ترامب بين المزارعين الأمريكيين الذين عانوا من انخفاض مشتريات الصين لمنتجاتهم، والمعروف أن بكين أكبر مستهلك لفول الصويا في العالم، والتي تستخدمه الصين، من بين أمور أخرى، لإطعام خنازيرها.

وكجزء من اتفاقية تجارية في عام 2020، وافقت الصين على شراء سلع أمريكية إضافية بقيمة 200 مليار دولار، مع تركيز كبير على المنتجات الزراعية. ولكن وفقًا لتحليل أجراه معهد بيترسون للاقتصاد الدولي المرموق، فإنها لم تفِ بالتزاماتها.

اختلاف ما بعد المحادثات

سيعتمد نجاح أي اتفاق على تنفيذه، بحسب جوناثان جوزيفز، مراسل بي بي سي للشؤون الاقتصادية.

ويرى جوناثان أن هناك اختلافات واضحة في لهجة الجانبين الأمريكي والصيني بعد هذه المحادثات، مما يثير تساؤلات حول ما تم الاتفاق عليه بالضبط، ولكن ما يهم بالتأكيد هو التنفيذ.

على الرغم من الزيادة الطفيفة التي شهدتها العام الماضي، إلا أن الاتجاه السائد في السنوات الأخيرة كان انخفاضاً في قيمة السلع التي تشتريها الولايات المتحدة من الصين.

كما قامت شركات مثل آبل ونايكي بنقل جزء من إنتاجها خارج الصين لتقليل الرسوم الجمركية التي تواجهها.

ونتيجة لذلك، انخفض العجز التجاري الذي دائماً ما اشتكى منه الرئيس ترامب، وفي العام الماضي، اشترت الولايات المتحدة سلعاً من الصين بقيمة 295 مليار دولارأكثر مما باعته لها.

ويُعد تقليص هذا الرقم بشكل أكبر أحد الأسباب التي دفعت الرئيس ترامب إلى الإعلان عن تفاصيل جديدة، مشيراً إلى أن الصين ستشتري “كميات هائلة من فول الصويا والمنتجات الزراعية الأخرى فوراً”.

اترك تعليقًا

عرض
Drag