Skip links

بغداد تغرق بالنفايات.. حل خاص يخرج من عباءة الأزمة

تقارير

يشكو سكان العاصمة العراقية بغداد من تكدس النفايات أمام البيوت أو الساحات القريبة منها التي تحولت إلى مكب للأوساخ نتيجة تأخر كابسات النفايات لمدة أسبوع وأحياناً تصل إلى 10 أيام.

ويؤكد مواطنون أن “الكابسة” وهي المركبة المصممة لضغط وجمع النفايات، تتأخر عن زيارة المناطق “لمدة تمتد إلى عشرة أيام وأحياناً إلى أسبوعين، ما يؤدي تراكم النفايات في الحاويات، وبالتالي يتم رمي الأوساخ حولها وتتوسع تدريجياً حتى يتحول المكان إلى ساحة لرمي النفايات”، بحسب المواطنة فرح أحمد من سكنة حي الجهاد في بغداد.

وتشير السيدة البالغة 36 عاماً خلال حديثها لوكالة شفق نيوز إلى أن كابسة النفايات تختفي أحياناً لمدة شهر، خاصة في فترة الزيارات والمناسبات الدينية، كما حدث خلال شهر محرم الأخير، حيث اختفت عجلات النفايات “لمدة تجاوزت الأربعين يوماً، مما أدى إلى تكدس النفايات على شكل أشبه بتلال أمام البيوت والطرقات والساحات“.

ونتيجة لتكدس هذه النفايات وما تحتويه من بقايا الأطعمة وغيرها، “تفوح روائح كريهة في المناطق السكنية، إلى جانب انتشار البعوض والذباب والقوارض”، وفق فرح.

وتستدرك قائلة رغم أن بعض العائلات البغدادية تمتنع عن رمي النفايات في الساحات الخالية، “لكن أحياناً يؤدي غياب الحاويات الكبيرة المخصصة للنفايات في الأزقة إلى رميها بشكل عشوائي“.

ومع تكدس النفايات وما يترتب عليها من مخاطر صحية وبيئية، يبزر دور القطاع الخاص في جمع النفايات من البيوت مقابل اشتراك شهري لا يتجاوز العشرة آلاف دينار من كل بيت.

وتشترك في هذه الجهود الخاصة المواطنة وجدان الساعدي من سكنة حي التراث، مبينة أن “كابسة القطاع الخاص تأتي مرة كل يومين مقابل مبلغ عشرة آلاف دينار شهرياً“.

وتعتبر السيدة البالغة من العمر 55 عاماً خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، عجلات رفع النفايات الخاصة كانت بمثابة “إنقاذ” لما كانت تعانيه سابقاً قائلة إنه “بمجرد وضع الحاوية أمام المنزل تأتي الكابسة الخاصة وترفع النفايات دون الحاجة إلى وجود صاحب البيت لإعطائهم مبلغاً مالياً كما هو الحال مع عمال أمانة بغداد في سبيل الحصول على (إكراميتهم)“.

وتقدر كمية النفايات التي تنتجها محافظة بغداد وحدها بـ8 آلاف إلى 10 آلاف طن يومياً، ويترك الفرد الواحد من 1 إلى 1.25 كغم من المخلفات يومياً، بحسب إحصائيات رسمية.

وتظهر تلك الإحصائيات وجود ضغط هائل على البنية التحتية لإدارة النفايات في بغداد، خصوصاً أن عمليات طمر أغلب النفايات يتم بطرق غير صحية، وفق مراقبين.

وهذا ما فتح الباب لدخول القطاع الخاص في “سوق النفايات الواعدة” وانتشار الإعلانات لبيع وتأجير كابسات جمع النفايات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب توفير فرص عمل سواء سائقين لهذه الكابسات أو عمال نظافة.

ويكشف حسين كريم صاحب عجلة لجمع النفايات، أن العمل في هذه المهنة جيد في المناطق التي لا تتوفر فيها سيارات جمع النفايات أو يتأخر وصولها لعدة أيام.

ويتحدث كريم لوكالة شفق نيوز بلغة الأرقام ويقول وفق حساباته إن “أجور رفع النفايات من المنزل هي 10 آلاف دينار، فإذا تم الاتفاق مع 500 منزل، فإن الدخل الشهري يكون 5 ملايين دينار شهرياً، أما أجور العامل فهي 400 ألف دينار شهرياً“.

ويشير إلى أن هذه المهنة في كل الأحوال مربحة ويوضح ما يقصده بالقول إن “في حال رفض اشتراك منطقة ما في رفع النفايات، فإنهم يتوجهون إلى المناطق الزراعية غير المشمولة بالخدمات البلدية، كما يتم تأجير الكابسة إلى أمانة بغداد في المناسبات وغيرها“.

ومع تفاقم أزمة النفايات، وما تشكله رفع النفايات من قبل القطاع الخاص عبئاً إضافياً لأصحاب الدخل المحدود الذين تتوسع التزاماتهم المالية في كل فترة، تؤكد أمانة بغداد في المقابل، أنها تولي “أهمية كبرى في تنظيف الشوارع والمحلات السكنية ورفع النفايات بشكل يومي“.

ويقول المتحدث باسم الأمانة عدي الجنديل لوكالة شفق نيوز إن “هناك 4 وجبات عمل وبمعدل 6 ساعات لكل وجبة، ما يعني استمرار أعمال النظافة على مدار 24 ساعة يومياً“.

كما يؤكد المتحدث وجود أسطول كامل تابع لأمانة بغداد يضم كابسات وعمال بلدية يقومون برفع النفايات، وفي حال وجود نقص في الكابسات، يتم الاعتماد على تأجير كابسات من القطاع الخاص، “ولا يتم استيفاء أي مبلغ من المواطنين بل ترفع النفايات بشكل مجاني“.

وعن شكاوى المواطنين التي طرحت، يقول الجنديل، إن “أمانة بغداد أطلقت تطبيق (صوت المواطن)، لاستلام الشكاوى بخصوص جباية أي مبالغ مقابل رفع النفايات، باستثناء المناطق الزراعية لأنها خارجة عن صلاحيات الأمانة“.

أما لجوء بعض المواطنين إلى الاتفاق مع متعهد لرفع النفايات، “فهذا خارج نطاق صلاحيات أمانة بغداد” يقول الجنديل.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه دور أمانة بغداد في رفع النفايات بشكل مستمر، يشير المتحدث إلى أن الأمانة تسعى بالتزامن مع ذلك إلى إدارة النفايات وتطوير البنى التحتية من خلال التعاقد مع شركة صينية تخصصية لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية وبمقدار 3 آلاف طن من النفايات يومياً، لإنتاج نحو 100 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وبدأت الشركة العمل في هذا المشروع

اترك تعليقًا

عرض
Drag