Skip links

الطبيعة بدل “المولات”.. رحلات التخييم ترى النور في العراق وسط معوقات “رسمية”

تقارير

بين قمم الجبال وفي السهول الخضراء، في إقليم كوردستان، بدأ العمل بنوع جديد من الرحلات السياحية، تنقل السائحين لعالم الطبيعة والمغامرة، عبر التخييم، بعيدا عن الرحلات السياحية الاعتيادية المتعارف عليها

وتوفر رحلات التخييم التي تقوم بها شركات خاصة، متعة الانطلاق لنصب الخيام مثل في اجواء بعيدة عن الضجيج والحافلات الصاخبة، وغالبا ما يشارك بهذه الرحلات هواة ومغامرون شباب مع عائلات، لكسر نمطية الحياة.

وغالبا ما تنصب الخيام وسط الغابات او في السهول والمساحات الخضراء، وتحت سماء ترصع النجوم لياليها، وأصبح الكثير يفضلون هذه الرحلات، كنوع من تجربة جديدة.

وحول هذا الأمر، يقول هاوي التخييم، مقتدر سعد، وهو مؤسس شركة مختصة بهذا النوع من الرحلات، لوكالة شفق نيوز، إن “فكرة إنشاء هذه الشركة تأتي انسجاماً مع هوايتي في المغامرة وبتشجيع من اصدقائي الذين يشاركونه الهواية نفسها“.

وقد أسس سعد، الشركة بعد أن أجرى ممارسات عديدة في التخييم مع اصدقائه “بغية اكتساب الخبرة اللازمة“.

وتهدف رحلات التخييم الى تجديد النشاط من خلال الطبيعة، ومختلف الفعاليات التي تتضمنها الرحلة كالمشي، واعداد الطعام الجماعي لتعميق الروابط الاجتماعية من خلال التعاون بين المخيمين، بما يسهم ببناء تجارب مشتركة من شانها تعزيز الثقة بالنفس.

ووفق سعد، فإن “التخييم يوفر فرصة للانغماس في الطبيعية والابتعاد عن صخب المدن، لكنه يتطلب مهارات عملية مثل نصب الخيمة وإشعال النار والطهي في الهواء الطلق، والاعتماد على النفس“.

وسجلت رحلات التخييم الداخلية في العراق تزايدا ملحوظا على الرغم من عدم وجود بيانات حول اعدادها، وتعد مناطق  إقليم كوردستان اكثرا جذبا لهذه الرحلات.

ويواصل  الهاوي سعد، أن “كل منطقة في كوردستان لها خصوصية من ناحية اختيار مواقع التخييم”، مبينا أنه “لا يتم اختيار مواقع نصب الخيام بشكل عشوائي، اذ يسبق الرحلة اعلان يتم نشره للراغبين، بعد استكشاف المنطقة لضمان سلامة إجراء تجربة تخييم آمنة“.

ولرحلات التخييم شروطها وقوانينها، ومنها مايتعلق بالشباب واخرى بالعائلات، ومن ابرز الشروط ان يكون التخييم بعيداً عن التجمعات السكنية، بحسب سعد

وجاء استحداث شركات التخييم عقب رغبة الكثير من الهواة الشباب والعائلات بكسر روتين الرحلات الاعتيادية، والبحث عن مغامرات جديدة ، ولكن ما يعيب  شركات التخييم انها  لاتمتلك حتى الان موافقات أمنية ولا يمكنها التنسيق بين مراكز التفتيش والسيطرات، لكن اصحابها يسعون بجهود فردية لتنسيق الرحلات مع الجهات المعنية من اجل تسهيل الاجراءات الامنية لهم.

وتوضح الشابة آيات الزيدي، وهي أول فتاة رحالة تنظم سفرات للتخييم في العراق، أن، اهتمامها بمثل هذه الرحلات بدأ منذ طفولتها، كونها كانت تعيش بمنطقة ريفية تنفح على الطبيعة.

وتضيف في حديثها لوكالة شفق نيوز: “بعد انتقالي الى المدينة، برز نزاع داخلي لدي، بين حياة الريف والمدينة، وهو ما دفعني للبحث عن السبل التي تعيدني الى نفسي الشغوفة بالطبيعة”، منوهة: “قمت بالتعاون مع بعض الاصدقاء برحلات لكوردستان، واكتشفت ذاتي بتلك الرحلات أمام الطبيعة وسحرها“.

فكرت بعد المرور بتجارب تخييم عديدة  بتأسيس شركة يمكنني من خلالها القيام برحلات تخييم بمناطق مختلفة، لكني واجهت بهذا المشروع صعوبات جمة، باعتباري فتاة تنحدر من مجتمع  تغلب عليه العادات والتقاليد، لكن إصراري كان سر نجاحي”، تكمل الزيدي.

وبدأت الزيدي رحلاتها لاول مرة باعداد صغيرة تتراوح بين خمسة الى عشرة اشخاص، لكنها نجحت بعد ذلك  بكسب الهواة والمغامرين والعائلات واصبحت رحلاتها تضم اكثر من 50 شخصا من الجنسين، لافتة الى أن “الطبيعة تمثل بالنسبة لي يقظة الروح، وأن رحلات التخييم بمثابة علاج للروح التي تتوق الى الهدوء والصفاء“.

وتوضح، أن “مدة رحلات التخييم في شركي تستمر مدة ثلاثة أيام كل شهر، وان بعض الهواة يتكررون في كل رحلة“.

ومضت 4 اعوام، منذ أن أسست الزيدي هذه الشركة، وحققت خلالها 150 رحلة تخييم في محافظات اربيل ودهوك والسليمانية والانبار وميسان والبصرة.

مرحبا بكم برحلات التخييم”، هذه الكلمات تصدرت صفحة الهاوي حسين حازم، على حسابه الشخصي بموقع الفيسبوك.

ويقول حازم لوكالة شفق نيوز: “الكثير من الناس يخلطون بين السفر في شركات التخييم والسفر مع شركات السياحة العادية مع ان الفرق كبير بينهما“.

ويوضح، “تركز شركات السفر والسياحة على الفنادق والبرامج الجاهزة والمناطق السياحية المعروفة، اما بالنسبة لشركات التخييم فهي تأخذ السائح الى قلب الطبيعة بغية خلق تجربة جديدة“.

وفي هذه الرحلات يشارك الجميع باعداد المخيم، واشعال النار والنوم تحت سقف السماء، ما يجعل هذه الرحلة  مغايرة وجديرة بالاهتمام، لانها تشعر المشاركين بالحرية، هكذا يصف حازم الرحلة، مؤكدا أنها “ليس مجرد تسلية، بل فرصة لاكتشاف الذات والتواصل مع الطبيعة ايضا“. 

وتتضمن رحلات التخييم عادة برامج تناسب العائلات، وتتضمن تهيئة أماكن آمنة ومناسبة للأطفال، اضافة الى  نشاطات جماعية مثل المشي والألعاب الحركية وحفلات سمر تقام حول المواقد.

وتضم رحلات التخييم العديد من العائلات التي تجد بها  فرصة جيدة لقضاء وقت ممتع.

وفي هذا الصدد، تبين المواطنة لمى الدوري، أن “التخييم هواية جميلة نتمكن عبرها من مشاهد المناظر الطبيعة، وهو ايضا فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية“.

وتؤكد لوكالة شفق نيوز: “أنا اشعر بالحرية في الخيام وفي التجوال وتأمل الطبيعة، وركوب الخيل وحفلات السمر الممتعة“.

اما ربى الخفاجي، فهي توضح الفرق بين شركات السياحة وشركات التخييم: “الرحلات السياحية العادية تتضمن برامج روتينية قد لاتتفاعل معها بعض العائلات، إلا أن تجربة التخييم مغايرة لاحتوائها على برامج جديدة، مثل الطهي في الهواء الطلق والذي يتم بمشاركة جماعية“.

وفي ظل الضغوطات التي تواجه الناس في الحياة العصرية من اختناقات مرورية وضغوط العمل الى دخان المصانع والمعامل وندرة المساحات الخضراء وعدم وجود اماكن طبيعية هادئة فضلا عن الشاشات والتكنولوجيا التي تعبث بالاعصاب احيانا، يجد بعض الشباب والعائلات فرصة برحلات التخييم للتخلص المؤقت من هذه الضغوطات والعيش بهدوء مع الطبيعة، خاصة وان اسعار شركات التخييم تبدو مناسبة بالقياس الى شركات السياحة التي تبدأ من 300 الى 750 الف دينار، فيما لاتتجاوز كلفة الرحلة مع شركات التخييم 150 الف دينار فقط.

اترك تعليقًا

عرض
Drag