البابا لسفير الفاتيكان في العراق: أزرعوا السلام في أرض تتعافى من الألم
اخبار
شفق نيوز- ترجمة خاصة
ترأس البابا ليو الرابع عشر، قداس الرسامة الأسقفية للمونسنيور البولندي ميروسواف ستانيسواف فاخوفسكي، الذي عُيّن حديثاً ممثلاً بابوياً (سفير الفاتيكان) لدى العراق، وذلك في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان.
وفي عظته التي ترجمتها وكالة شفق نيوز، دعا البابا المبعوث الجديد إلى “تعزيز التعايش السلمي” والعمل بـ”تعاون بنّاء مع سائر الأديان”، في بلد “مثخن بالآلام لكنه يتطلع إلى نهضة جديدة“.
وأضاف أن الدبلوماسية الفاتيكانية “وليدة الإنجيل وتغتذي بالصلاة”، مؤكداً أن على السفير الجديد “حماية براعم الأمل وتشجيع السلام“.
وأشار البابا إلى أن العراق “أرض عريقة في الإيمان المسيحي، لم يستطع العنف والحروب أن تطفئ نوره”، مذكّراً بجذور الكنيسة هناك عبر القديس توما وتلاميذه أدي وماري.
واعتبر البابا أن شعار المطران الجديد، “المجد لله، السلام للبشر” (Gloria Deo Pax Hominibus)، يمثل “برنامج حياة” يجسد طريق تمجيد الله من خلال السلام، لافتاً إلى أن التواضع هو “الصفة الأولى للأسقف”، فهو “خادم لا سيد“.
واستحضر البابا أصول فاخوفسكي الريفية في بولندا، مشبّهاً دوره بـ”المزارع الذي يزرع بصبر، ويرعى باحترام، وينتظر بطمأنينة“.
وقال: “الأسقف هو حارس لا مالك، رجل صلاة لا سلطة“.
كما أشاد بخبرة فاخوفسكي الطويلة في السلك الدبلوماسي للفاتيكان، حيث خدم في السنغال، وبولندا، وفيينا، وأمانة سرّ الدولة، مشيراً إلى أن تلك الخبرة يجب أن تتحول الآن إلى “أبوّة رعوية وشهادة أمل في أرض مجروحة“.
وأكد البابا أن دور السفير البابوي هو أن يمثل “كنيسة ترافق وتواسي وتبني الجسور”، لا كنيسة تدافع عن مصالحها، بل تسعى إلى الوحدة والمحبة. وفي فسيفساء العراق الكنسية من الكلدان والسريان والأرمن واليونان واللاتين، عليه أن يعمل على “تعزيز الوحدة في المحبة“
وختم البابا قائلاً: “في العراق، سيتعرف الناس إليك لا بما تقول، بل بما تحب”، موكلاً مهمته إلى “مريم ملكة السلام وقديسي بلاد ما بين النهرين“.
ووُلد فاخوفسكي عام 1970 في مدينة بيش البولندية، وسيم كاهناً عام 1996، والتحق بالسلك الدبلوماسي للفاتيكان في 2004، وشغل منذ 2019 منصب وكيل العلاقات مع الدول، ويتقن خمس لغات قبل أن يتسلم مهامه الجديدة سفيراً بابوياً في العراق.
