Skip links

إسرائيل تسيطر على آخر سفن “أسطول الصمود العالمي”

تقارير

BBC

أعلن “أسطول الصمود العالمي” أن البحرية الإسرائيلية سيطرت على جميع سفنه البالغ عددها 42، وذلك بعد اعتراضها صباح اليوم آخر سفينة متبقية من الأسطول.

كما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن سلاح البحرية أعلن سيطرته على السفينة مارينيت آخر سفن “أسطول الصمود”، على بُعد حوالي 42.5 ميل بحري من غزة.

وكانت مارينيت آخر سفينة متبقية من “أسطول الصمود العالمي”، والتي كانت تواصل طريقها باكراً صباح الجمعة باتجاه قطاع غزة بحسب المنظمين، بعدما اعترضت إسرائيل حوالي أربعين مركباً وتستعد لترحيل ركابها إلى أوروبا.

وكانت أمامة اللواتي، الناشطة العُمانية على متن سفينة مارينيت، قالت لبي بي سي نيوز عربي، في وقت سابق، إن قاربها من المتوقع أن يصل إلى سواحل غزة منتصف ظهر الجمعة.

يأتي ذلك بعد تأكيد مسؤول إسرائيلي احتجاز سلاح البحرية أكثر من 400 ناشط مؤيد للفلسطينيين كانوا على متن 41 قارباً وسفينة ضمن أسطول الصمود الذي حمل مساعدات إلى غزة.

وقال المسؤول وفقاً لفرانس برس: “في عملية استمرت حوالى 12 ساعة، أحبطت قوات سلاح البحرية الإسرائيلية محاولة توغل واسعة النطاق نفّذها مئات الأشخاص على متن 41 سفينة أعلنوا نيتهم خرق الحصار البحري الأمني القانوني المفروض على قطاع غزة“.

وأضاف: “في نهاية العملية، تم نقل أكثر من 400 مشارك بأمان إلى ميناء أسدود، حيث يجري استجوابهم من قبل الشرطة الإسرائيلية“.

والخميس، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقوات سلاح البحرية لاعتراضها قافلة الصمود، وقال نتنياهو في بيان: “جهودهم المهمة حالت دون دخول عشرات القوارب إلى منطقة القتال، وأفشلت مساعي نزع الشرعية عن إسرائيل“.

وأظهرت لقطات من كاميرات تنقل بثاً مباشراً من القوارب جنوداً إسرائيليين بخوذات ونظارات رؤية ليليلة وهم يصعدون على ظهر القوارب، فيما تجمّع الناشطون وهم من 47 دولة بجانب بعضهم البعض وهم يرتدون سترات النجاة وأيديهم مرفوعة.

وقال أسطول الصمود العالمي في بيان الخميس، إن مئات من المشاركين على متن سفن الأسطول، “اُختطفوا ونُقلوا على متن سفينة بحرية كبيرة، بعد تعرضهم للهجوم بمدافع مياه“.

واعتبر إلقاء القوات الإسرائيلية القبض على المشاركين في سفن الأسطول بأنه “اختطاف غير قانوني ويمثل انتهاكاً مباشراً للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية”، مضيفاً أن “اعتراض سفن الإغاثة الإنسانية في المياه الدولية جريمة حرب، ومنع المحامين من الحضور وإخفاء مصير المختطفين يُعزز هذه الجريمة“.

بدورها، أكّدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن جميع الناشطين سالمون وبصحة جيدة وأنه تم نقلهم إلى إسرائيل، حيث يجري استجوابهم من قبل الشرطة الإسرائيلية” تمهيداً لترحيلهم إلى أوروبا. وقالت إن أيّاً من قوارب الأسطول لم ينجح في دخول ما سمّته “منطقة قتال نشطة“.

وأضافت أن ما وصفته بـ”استفزاز أسطول حماس-صمود”، قد انتهى.

وبدأت سلطات الهجرة في إسرائيل بعقد جلسات استماع بشأن أوامر ترحيل النشطاء واحتجازهم في ميناء أسدود، دون إبلاغ محاميهم مسبقاً، ومع منع المشاركين من الحصول على تمثيل قانوني، وفقاً لمركز عدالة، الممثل القانوني عن النشطاء.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه يتوقع ترحيل المشاركين في الأسطول من إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء وإرسالهم إلى عواصم أوروبية على متن رحلات جوية مستأجرة.

الناشطة السويدية غريتا تونبرغ لحظة إيقافها من قبل السلطات البحرية الإسرائيلية

ووصفت حركة حماس، اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود المتجه إلى غزة بأنه “جريمة قرصنة وإرهاب بحري ضد المدنيين”، داعية “جميع المدافعين عن الحرية في العالم” إلى إدانته.

وقالت الحركة في بيان، إن العملية التي جرت في المياه الدولية واعتقال النشطاء والصحفيين على متن السفن بمثابة “عمل عدواني غادر يُضاف إلى السجل الأسود لجرائم إسرائيل“.

وأضافت أنها “تحَيّي” النشطاء وإصرارهم على كسر الحصار عن “شعب غزة”، داعية “أحرار العالم إلى تنظيم الفعاليات الشعبية والاحتجاجات المنددة بهذه الجريمة.. والمطالبة بوقفها فوراً“.

تنديد عالمي باعتراض أسطول الصمود

وعمّت المظاهرات في مدن عدة حول العالم احتجاجاً على اعتراض إسرائيل للسفن التابعة لأسطول الصمود العالمي، وقام متظاهرون بإغلاق حركة المرور وتخريب المتاجر والمطاعم.

وواجهت إسرائيل إدانات دولية ردّاً على اعتراضها للأسطول حيث استنكرت عواصم أوروبية وعربية التعامل الإسرائيلي معتبرة أن ما جرى يعد انتهاكاً آخر للقوانين الدولية والإنسانية كافة.

ففي برشلونة، حطّم المتظاهرون واجهات متاجر ومطاعم وخطُّوا شعارات معادية لإسرائيل، متهمين إياها بالتواطؤ في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي إيطاليا، احتل طلّاب جامعات، منها جامعة ستاتالي في ميلانو وجامعة لا سابينزا في روما، ومنعوا الوصول إلى جامعة بولونيا باستخدام إطارات السيارات، وفقاً لما أظهرته لقطات فيديو. وأغلق مئات الأشخاص الطريق الدائري لمدينة تورينو.

ودعت النقابات الإيطالية إلى إضراب عام يوم الجمعة دعماً لأسطول مساعدات غزة، مع توقع تنظيم أكثر من 100 مسيرة أو تجمُّع جماهيري في جميع أنحاء البلاد.

وانتقد وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو الاضطرابات التي تسبب بها بعض المتظاهرين، وكتب على “إكس”: “هل يعتقد أحدٌ حقاً أن إغلاق محطة أو مطار أو طريق سريع أو تدمير متجر في إيطاليا سيُريح الشعب الفلسطيني؟“.

كما خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع دبلن وباريس وبرلين وجنيف لإدانة اعتراض إسرائيل للأسطول. كما نُظمت مسيرات في بوينس آيرس ومكسيكو سيتي وكراتشي.

وفي إسطنبول، تجمّع حشدٌ أمام السفارة الإسرائيلية، رافعين لافتاتٍ كُتب عليها شعاراتٌ مثل “إسرائيل تذبح الإنسانية، لا غزة. لا تصمتوا، لا تجلسوا، قفوا“.

متظاهرون في الأرجنتين ينددون باعتراض أسطول الصمود

ودبلوماسياً، أمر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بطرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد على خلفية ارتكاب القوات الإسرائيلية “جريمة دولية” باعتراضها أسطول مساعدات متّجهاً إلى قطاع غزة.

واستدعت إسبانيا القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية بعد اعتراض أسطول المساعدات المتوجه إلى غزة.

كما استدعت بلجيكا سفيرة إسرائيل على خلفية توقيف سبعة مواطنين بلجيكيين كانوا على متن سفن أسطول الصمود.

وأعرب أطفال غزة عن حزنهم الشديد لاعتراض أسطول الصمود من قبل البحرية الإسرائيلية، لما كان يمثله من أمل لديهم لتوفير الطعام والشراب.

ويقول أحد الأطفال في غزة لبرنامج يوميات الشرق الأوسط عبر بي بي سي، “حزنت بشدة لاعتراض الأسطول. كنت آمل أن أستقبلهم على شاطئ غزة“.

ويضيف “نحن نعيش حالة حصار دائمة، حتى في السنوات التي سبقت الحرب. نحن نعاني من الجوع“.

وتقول طفلة “كنّا نأمل أن تصل القافلة لكسر الحصار لأننا نعيش مجاعة كبيرة. نحن بحاجة للطعام والشراب“.

فيما تبيّن طفلة أخرى أن أطفال غزة يعيشون ظروفاً صعبة وليس لديهم أي طعام أو شراب، مضيفة “نأمل أن نعيش مثل باقي أطفال العالم“.

ويعبّر طفل آخر من القطاع عن أمله في أن تصل باقي سفن الأسطول إلى القطاع، وأن تكون محمّلة بالحليب والطعام.

اترك تعليقًا

عرض
Drag